أشتاق للبحر الأزرق وأصداء الأمواج، فالحنين ينساب في دمي ويسري بتوابيتي، أريد أن أجوب الشواطئ وأرمق بعيني النجوم وأستقبل أشعة الشمس الذهبية وأنا أغرق في دهر الزمان..
فلأترككم أحبتي بعباراتي سراباً من ذكرياتي، وأضع أمام عيونكم مشاهد الطبيعة الخلابة، أن تغرق في سحابات الأفكار والمخيلة الجميلة، أن تهرب من روتين الحياة وتتمتع بدقائق الراحة والسكينة..
فهل تجوز الذكرى في خضم الشوق والهوى ويطوف الفرح بقلب الحزين ويشفي جراح الجروح أم أن الماضي لأجل الذكرى اللذيذة تتركه البشر وتشعر بأناقته في الذاكرة فقط وفي الواقع ليس سوى ذاكرة لحظات شاهقة؟
فلنترك للزمان الذي يسير لنا، الذي يأتي ويمضي، فلنترك للحياة الجميلة، التي تلمع في عين السفينة، وهدفنا نصب الأهداف، والتقدم في تلك الطريق الطويلة..
وأخيراً، تلك هي الحياة.. بكل ما تحمله من حلوى ومرارة، فلنتذكر اللحظات الجميلة ونبني عليها ذكريات جديدة، ولنلقي بعيداً الأحزان ونعيش الحاضر بكل تفاصيله الجميلة، وإن كان الشوق للأزرق يسري في دمنا ويحتوينا، فلنرحل إلى بحر الأرياف ونعيش قصة الحب والهوى بلا أي شحنة، وسنجول في حقول الزهور ونشم رائحة العطور، وسنرى الفراشات تحلق في السماء برقتها وجمالها، وسيتغنى العصافير بألوانها المختلفة وأنغامها الساحرة..
وقبل العودة إلى الواقع المرير وأزقته الضيقة، سأتمنى أن نكون دائماً شريكين في حب الطبيعة والجمال، ونرسم خيالاتنا بفرشات الألوان ونعيش أحلامنا بلا حدود وصراعات..
فلنترك للأزرق والطبيعة حريتهما ولنحتفظ في ذاكرتنا باللحظات الجميلة والذكريات الجميلة لقلوبنا.
فلنعش حياتنا بكل ما أوتينا من جمال وحب، ونبذل جهدنا في بناء غدٍ أفضل ومضيق يسعدنا، ونترك للأمس جراحاته وجروحه ونفتح قلوبنا للأمل..
تركت وخلفت خلفي أثراً لحناً ولوناً، أعانقه بالأحلام وأتركه للشوق والحنين، سأعود إلى حيث ماضيي فيه متعة وألوانٍ وهيامٍ، وأتجول بسماء العشق وأتأمل نجمات الثريا ورائعٌ لجمالها..
خذني فراشة في جناحيها تهلل وترحيلي، وأنثني على كومة الغيم أغني مطراً من السماء، أهجر وأهجر ولكني أكتب بقلم ديمقراطي دون سريطة وأعبر الفاصل الذي يفرقنا بأيادي راحلة لكنها ذات أشواق..
فليس فوق الحب سلطان ولا فوق العشق أمراً، نحن أبطال الرومانسيات ونجلب القبلات لجميع الأجيال، نعيش حلاوة الفراق في ألوان ألوانه بساطته، ولنعيش في كل قلبٍ وروحٍ نبض الحب وسلام العطاء..
فلنبني بيوتنا من الحب والصداقة والتفاهم، ونضع أساسها بالثقة والتقدير والاحترام، فيا أيها الحب نجتمع ونجتاز كل الصعاب والألم، فلنحمل بشغفنا وقلوبنا الضوء والدفء والأمل..
في هذه اللحظة التي نعيشها معاً، لنتذكر دائماً بأننا نحتوي الحقيقة في قلوبنا وعقولنا وأرواحنا، وأننا نسير بخطى ثابتة وشجاعة في مسيرتنا نحو بناء حياة أجمل وأفضل قائمة على الحب والسلام.
ففي النهاية، نحن معاً، يا أزرق، وسنظل كذلك، فلنعش ونتنفس ونتأمل كل ما هو جميل في الطبيعة، فنحو الأمام نسير، ونحو الأفضل نسعى لنعيش بسعادة، ونفتح قلوبنا لما هو أكبر وأجمل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.