- لا أظنها ستقبل بك.. أنفك كبير بعض الشيء..
- ها من أنت؟ من المتكلم؟
-أنا عقلك يا غبي.. أراك تنام مرتاح البال قرير العين، أنسيت أن خطوبتك الأسبوع القادم، وأنك ستغدو عريسًا، أو ربما لا.. فأنا لا أظن أن فتاة ستقبل الارتباط بك.. ألا ترى كرشك المتدلي.. ألا ترى أنفك الكبير وسط وجهك.. إنه يبدو مثل مطفأة الحريق.
-ما بالك؟! أتهزأ بي؟
-لا أستهزئ بك ولكني أذكرك بأمور لا بد أن تضعها في الحسبان، غدًا سترفضك العروس بسبب شكلك فماذا ستفعل؟!
-أخبرني أنت.. ماذا عليَّ أن أفعل؟
- مهمتي أن أسبب لك القلق والتفكير الزائد، لا أن أجد لك الحلول، ربما ليس للمشكلة حل أساسًا.
-رائع أظنك نجحت في مهمتك.
-لا تلمني فالمستقبل مجهول، ولا بد لك أن تخاف من المجهول..
- وماذا عن المقابلة التي ستجريها من أجل التوظيف؟
-ما لها؟
-ماذا لو لم تنجح؟ ماذا لو لم تقبل؟
-لقد وضعت جميع الاحتمالات الممكنة.. سأنجح وأنال الوظيفة لا ريب..
- أراك واثقًا.. من أين لك كل هذه الثقة؟
أمتأكد أنك مستعد لاختبار اللغة؟ أعتقد أنك ستفشل فيه.. يقال إنه صعب جدًّا، ثم ألم ترَ صديقك الذي فشل فيه.. لقد أصيب بانهيار عصبي، وبعد كل هذا التحضير فشل فشلًا ذريعًا..
- ربما أنت على حق، لقد درست ثلاثة أشهر لهذا الاختبار.. لا أظنها كافية.. أظنني يجب أن أستعد أكثر..
- أجل أجل لا ريب.. وهل جهزت ثيابك الأنيقة للمقابلة؟! ربما تسكب القهوة عليها وأنت تشرب، احذر كل الحذر لئلا يسخر منك الموظفون، أو هل تريد نصيحتي؟ لا تشرب القهوة من الأساس.. لا بد أنها ستسبب لك المتاعب..
- حسنًا حسنًا، لا قهوة من الآن فصاعدا..
-ربما ستصاب بالمرض في يوم المقابلة، ربما تصاب بالزكام، إياك ثم إياك أن تنام قبل يوم المقابلة، إن نمت فلا بد أنك ستصاب بنزلة برد..
-معك حق هذا ما يحصل معي في كل مرة، لن أنام إذا..
-أرجو أن تمر هذه المقابلة على خير.. لستُ متفائلًا إلى هذا الحد..
- أصابني القلق حيال تلك المقابلة.. أنا متردد بشأنها الآن، لا أظنني سأذهب..
-كأنني وإياك على قلب واحد، وأنا أيضًا أرى ألا تذهب، لا بد أن مصيبة ستحدث..
-حسنًا لا بأس.
-دعنا من هذا الأمر الآن.. أردتُ تذكيرك بشيء مهم..
- ما هو؟!
- أتذكر حين أهانك صديقك في ذلك اليوم، عندما كنتم مجتمعين في بيته، على ما أذكر لقد قال إنك جبان، وتخاف من والدتك، لذلك أنت تأخذ إذنها في كل شيء، أظن أن الفتاة التي كنت تحبها كانت بين الحاضرين، لا بد أنها أخذت فكرة سيئة عنك، أنت لست رجلًا بنظرها..
- هذا الموقف حدث منذ ثلاث سنوات.. ما الذي خطر على بالك الآن؟! ثم إني نسيت هذا الموقف..
- لقد تجاوزته فحسب.. أنت لم تنسَ.
وماذا بشأن والدتك؟ أحقًا تخاف منها؟
- أنا أبرها ولا أخاف منها، ثم إن الفتاة تلك لم أعد أحبها.. ولا يهمني أي فكرة أخذتها عني..
- بل ما زلت تحبها.. أنت تعلم في قرارة نفسك أنك ما زلت تحبها، ونادم كل الندم لأنك خجلت ولم تكلمها.. في كل مرة تراها مع خطيبها يمزق الندم قلبك..
- لا.. لا هذا ليس صحيحًا..
-بل هو صحيح..
- ماذا تريد مني الآن؟!
- لا أريد إلا نصحك..
أتذكر في ذلك اليوم الذ...
- هيييه.. هيييه كف عن هذا، أوقف هذه الأفكار الغبية..
-الأمر ليس بيدي إنه بيدك أنت.
-حسنًا إذا سأحاول ألا أفكر في هذه الأفكار.. سأحاول التخلص منها..
- لن ينفع.. محاولتك لعدم التفكير، أو كبت التفكير بأي طريقة يزيد التفكير ولا يعالجه..
- ما الحل إذا؟ أخبرني بالحل..
-لا أدري ما الحل.، ولكني سأخبرك بالمشكلة لعلك تجد الحل.. أنت تبالغ جدًّا في الخوف من المستقبل.. لا أدري لماذا لا تثق بقدرتك على حل مشكلاتك المستقبلية، حتى حين تفكر بحلول لمشكلاتك أنت تريد حلًّا كاملًا متكاملًا، وليس حلًّا مناسبًا لحالتك ووضعك؛ مما يشعرك دائمًا بالنقص، لا أدري لماذا لا تثق بتدبير الله، فكما أنك عشت هذا اليوم بخير، ولم يصبك مكروه، لا بد أن الأيام القادمة ستحمل لك الأشياء الجميلة، لا داعي للقلق...
دعك من هذا التفكير الزائد..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.