خاطرة «تائه».. خواطر وجدانية

تائه؛ بداية قصتي ونهايتها في خضم البحث عن موقع أو وسيلة لربح بعض الدولارات من الإنترنت، أجوب موقعًا أجد فيه نصائح تحثني على البحث عما أحب وأشرع فيه، وموقع آخر يرشدني نحو قصص الناجحين الذين جمعوا ثروة يمكن أن تكفيني مدى حياتي.

حياتي البسيطة التي أطمح أن أعشيها منزل منعزل عن ضجيج المدن وعن رائحة بنزين السيارات الألمانية، حديقة يحيط بها بعض أنواع الخضار الورقية، جمال الطبيعة وهدوء الوحدة.

ثم أستيقظ من حلمي هذا معاتبًا مخيلتي لتضييعها وقتي الذي أطمح أن أجعله ثمينًا.

بحثت في مواقع الشابكة في يوتيوب عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي دمرت كل ما له علاقة بالاجتماع، حتى وجدت أني أبحث في المكان الخطأ؛ لأنه من البداية كان يجب عليّ البحث في نفسي عمّا أحب وما أجيد فعله، حينها كانت بداية التيه.

أحب التاريخ، فمن نعومة أظافري كنت منصتًا مستمعًا لكل قصة، أحببت شعراء الجاهلية ومبادئهم النبيلة، عشت معهم لحظة لحظة مشاعرهم في أبياتهم الشعرية، فعشت شجاعة عنترة وكرم حاتم الطائي وحب قيس لليلى.

أحب السياسة، ويا له من حب في زمن زيف الحرية والديمقراطية، أحببت أصحاب البدلات الرسمية الذين يتحدثون في التلفاز والناس تصفق لهم بعد كل كلمة يقولونها، أحببتهم لجهلي، ثم كرهتهم في لحظة وعي.

 رأيت نفاق الذين يدعون الناس لاحترام اختلاف توجهاتهم الإيديولوجية وتعصبهم لكل فكرة مخالفة لتوجهاتهم، يتكلمون عن المصالح العامة، وتجدهم يصادقون على قوانين تضرب بالمصالح العامة عرض الحائط، أريد أن أكتب، لكن لا أملك ثمن محام يترافع عني أمام المحاكم.

أحب التعليق الصوتي، لا تزال شارة (هزيم الرعد) و(سلام دانك) ترن في أذني، كبرت أمام التلفاز أشاهد هذه المسلسلات المدبلجة حتى أخذت منها خصلة لم أعلم بها إلا عندما صرت شابًا، التعليق الصوتي أو (الدوبلاج)، وجدت نفسي أملك تلك النبرة الجميلة الفخمة، لكني لم أتحرر بعد من قيود الخوف التي تكبل حبالي الصوتية كل ما أردت بدء التسجيل.

أحب الكثير حتى وجدت نفسي تائهًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

حقا رائعة جدا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة