خاطرة "تأملات في الأمل".. خواطر شعرية

من على جسر الأمل كنت أتأمل

في سر حياتي  وباقي المخلوقات

ما لمست حقيقتي وما لحقي نلت

فبات حلمي أن أهاجر حيث أنتمي

من هنا رأيت سبيلي لا مدى له

فالماضي يشدني ويحجبه عني

كل ما علمني ما صرت له أبتغي

فأبحرت دون بوصلة وبلا أمل

شاقًا طريقي لأرتاح من ويلاته

خوفي كان منه ولست له أجتر

غصت هاربًا إلى ما لا نهاية

هائمًا على وجهي أشك في حيلي

فمهما تجاهلته لحقني بقبضة الندم

كتمت آهاتي وأخفيت عني دموعي

آملًا أن أجد حضنًا دافئًا هناك حيث

سأحيا بعيدًا عن شباك ذكرياته تلك

فلن أعود إلى قضبانه الباردة

ولا يتوق فكري للحديث عنه

فأضحيت أمقت كل ما فات منه

وحينما صرت وراء سرابه

ما عدت أذكر أني منه أتيت

وما إليه يهزني الشوق أو يلوح

ولا بات عقلي يؤنبني مهما بحت

 للأمل أمسيت سفيرًا حين به فزت

فعانقني الحب والخير والإيمان

حين تركت الجسر حيث كنت أتأمل

باحثًا عن أمكنة السكينة  والكرم

فهناك أقمت حيث كان يعيش أملي

وهناك قابلت نفسي وتابت روحي

هناك رأيتني راكبًا هودج النبلاء

من هناك أبدًا لن ألتفت إلى الوراء

فأنا لست حالما بكل ما لا أدركه

و لا أسعى إلى أرض لا خير بها

لكني أسعد بكل ما أنعم علي به الزمن

فالعمر أدنى مما نوده وبما به نتعلق

وما كل ما نصبو إليه فيه نحققه

لكن بالأمل وما دونه يأتي الفرج

والكل يهفو للحاق بالركب لكن

تفاجئنا رياح  القدر بما لا نظن

فمتى غابت شمس لغدها موعد شروق

وإنما هي الآمال أيام ما بقيت

فإن هي ذهبت كأنها ما كانت