تمضي بك الحياة وتمضي فيها، وتعتاد الجديد منها، وتمضي..
وصلت لمرحلة مهمة، مرحلة الاختيار، مرحلة مفترق الطرق الكبير الذي تحبذ فيها ألا تخطو خطوة واحدة لا إلى هذا الطريق ولا إلى ذاك..
فكل منهما به وجهة مهمة لك، ولك أن تختار، وعليك أن تعلم أنك لا بد أن تختار واحدة فقط، وأنك إن فعلت فلن تتمكن من أن تطأ السبيل الوجهة الأخرى...
أنت هنا بين المطرقة والسندان، وعليك أيضًا أن تنتقي رفقاء لدربك وأن تختار متاعك وزادك الطريق..
كل ما عليك هو الاختيار بحكمة؛ لأن كل قرار سيؤثر بطريقة أو بأخرى على رحلتك..
وذاك الذي لن يؤذيك إن أسأت الاختيار فوقع عليه، سيترك أثرا في نفسك وإن كان مجرّد ندبة صغيرة..
وحتى إن لم يكن صخرة تحول بينك وبين المرور فسيكون حصاة تعرقل سيرك وتعيق سلاسة حركتك.
ستقبل على المجهول وتبحر في سفينة هشّة تواجه أعتى الأمواج والرياح الهوجاء، والأشد مرارة هو أنك لا خبرة لك البتة بقيادة السفن.
فتجد نفسك مجبراً على ركوب الأهوال ومجابهة الصعاب غصباً عنك، ورغما عن أنفك...
فعليك مجدداً التصرف بحكمة، ولكن عقلك وخبرتك وحدهما لن يكفيا أبدا لمواجهة ما يحفك من مخاطر وكل ما يترصد لك، ستجد الحياة فجأة قد تأهبت وتهيأت أيما تأهب للإيقاع بك، فهل ستفعل عند أول فرصة، أم أنك ستستعد لها!
ودعني أخيب ظنك بأن ما لك من عتاد لن يقوى أبداً على مواجهة الحياة، سأخبرك أيضًا بأنك ستقع وستكرر ذلك مرارًا..
لكنني سأوصيك ألا تفشل، وأن تتمسك بالأمل، وأن تعيد التفكير في قراراتك، وتحاول حل مشاكلك مع نفسك قبل أن تنطلق لحل مشاكلك الأخرى فهي أقل أهمية، صدقني..
دعني أخبرك عن الترياق الذي سيعالجك مما أصابك من أذى أو ألم..
دعني أخبرك عن بوصلة النجاة التي ستوصل سفينتك حتماً إلى بر الأمان...
أنصت جيدًا لعلّها تجد السبيل إلى قلبك، بسيط جداً لكن مفعوله أقوى من أي شيء آخر وكيف لا؟!
وكيف لا! وهو ذكر الله القوي المتين، ذكر من بيده خزائن السماوات والأرض ومفاتح الغيب، من لا يعجزه شيء في الأرض ولن يعجزه شيء هرباً... ذكر من إذا قضى أمراً فإنما يقول له: كن فيكون!
لا تدع نفسك الأمارة بالسوء تصرفك، ولا تسمح لها بخداعك، انتظر فهي بضع كلمات أخرى.
اعتصم بحبل الله وأحسن الظن به، ولا تقنط من رحمته، وثق بقدرته على تفريج كربك، وإزاحة همك، ولا تنسَ أن تتزود بالتقوى!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس يعظه ويضبط بوصلته:
"يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءلم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءلم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف". -رواه الترمذي
دعها تكن فتيل الأمل وخذ نفساً عميقاً، نفساً كفيلاً بأن يمسح ما علق بقلبك من درن، وما يشوبه من حزن، نفساً طويلاً، يعيد لك الحياة ويعيدك إليها...
سبتمبر 15, 2022, 8:30 م
احفظ الله يحفظك❤️
سبتمبر 15, 2022, 8:31 م
احفظ الله يحفظك❤️
سبتمبر 15, 2022, 9:21 م
أخطأت في كتابة جزء من الحديث
واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.