خاطرة "بلا عائلة".. خواطر وجدانية

يمضي الإنسان حياته مع عائلته، الذين يكونون سنده الداعم إن ظلم، وقوته الجبارة في لحظات ضعفه، وحضنه الدفء إن برد، وهم من يمسحون دموع بعضهم، والمكان الذي يزرع البسمة في قلبه عند الهم والغم هكذا هي العائلة.

يحملون هموم بعضهم ويتكاتفون لمواجهة مقادير الحياة وصعابها.

لكن ليست كل العائلات والأخوة هم السند الداعم والقوة الجبارة والحضن الدافئ.

فأحيانًا نعيش مع عائلة ضخمة لكنك تشعر أنك مجرد شخص لا ينتمي إليهم، كائن لا يريدونه ضمن حياتهم، ولو استطاعوا لطردوه خارج المنزل، ولو كان بالإمكان لمسحوا وجوده من شريط ذكرياتهم؛ لأنهم ببساطة لا يريدونه وليس بذي أهمية.

وبنظرهم هو دائمًا سبب المصائب التي تلحق بهم، وهو النحس الذي يعانون شظف العيش بسببه..

حتى لو أحضر النجوم يبقى اللعنة التي لولاها لكانت حياتهم طبيعية وممتازة.

وفي بعض الأوقات، ترى عائلة صغيرة تسند بعضها وهمهم الوحيد سعادة ومصلحة بعضهم، والحياة لا تكتمل إن كان أحدهم حزينا والقهر في داخله.

وكل شخص منهم له أهميته وهو مصدر الحظ ولن تكون حياتهم كاملة بدونه.

لا يوجد ألم أقسى من أن تشعر أنكَ دون عائلة وهم حولكَ.

لا يوجد ألم أقسى من أن تشعر أن عائلتكَ لا تراكَ إلا عند مصلحتهم وأنك موجود للخدمة فقط.

لا ألم أصعب من ترى أنكَ متى احتجت مساعدة أو طلبت خدمة من عائلتكَ فهم سيخذلونك بأقسى طريقة وأقذر أسلوب كما لو كنت قمامة بلا أي أهمية.

لا ألم يضاهي أن ترى عائلتك تبذل كل شيء لأناس أغراب وكأنهم أهم منكَ.

لا ألم أقسى من أن تعيش مع عائلتكَ لكنكَ بالوقت نفسه تشعر أنك بدون عائلة وأنك بالنسبة لهم مجرد خادم لا أكثر، وأن العالم كله أهم منك ومن آلامكَ وخوفك وحزنك.

لا ألم مثل أن تشعرك عائلتك أن سبب بلاء العالم هو أنت، والشر كله متمثل بك.

عندما ترى أنك لا شيء بالنسبة لعائلتكَ وأنهم يبخلون حتى بالحب عليك 

لن يصيبك الحزن على الإطلاق بل ستشعر بالقهر.. 

لن تصاب نهائيًّا بالانكسار بل سيتملكك العجز..

لن تكون دموعك دموع ألم عادي وسيزول مع الوقت، بل هي دموع الخذلان والشعور بالخيبة لأنك بلا سند يحميك، هي دموع الضعف والعجز وما أقساها من دموع.. 

تجلد روح الإنسان بأقسى السياط وأكثرها إيلامًا، فهي تشعرك أنك بلا أهمية وليس لوجودك أي قيمة أو فائدة، ولربما لو غادرت الحياة لن يهتم أي احد أو حتى يحزن، وحتى لو هويت أرضًا لن يكترث أحد؛ لأنك ببساطة شديدة دون عائلة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

أغسطس 27, 2023, 7:11 م

جميل يا اختراع اسعديني اذا احببت بمرورك على مقالات و اعطاء رايك فيها و شكرا ❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 7:32 م - سادين عمار يوسف
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 12:03 م - سندس إبراهيم أحمد
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 12:25 م - عامر محمود محمد
نبذة عن الكاتب