خاطرة بعنوان «قصة حزينة»..

كثيرة هي الأحزان في حياتنا، لكن يوجد الحزن الأكبر، هذا الحزن الذي لا نستطيع تخطيه مهما حاولنا، فإنه يظل ساكنًا بداخلنا لا يفارق، إنه حزن الفراق، حزن الموت.

إن الموت هو قدرٌ كُتِبَ علينا لن ينجو منه كائن من كان، ولن ينجو من ألمه أي إنسان مهما كانت قوته. إنه القدر الذي لا نملك حيلة فيه، كما لا نملك حيلة في ما يمزقنا من ألم جرائه.

وإذا كان الموت ذاك الفراق الأبدي المرير، بكل هذه القسوة وبكل هذه المرارة، فالأشد مرارة منه أن يفارق من ظلمناهم دون أن يمهلنا القدر أن نرفع ظلمنا عنهم أو أن نطلب منهم السماح.

ما أقسى أن يرحل عزيز عليك وفي قلبه غصة منك! ما أقسى أن يفارق حاملًا معه مرارة الألم وتاركًا لك عذاب الندم!

فلم يعُد يوجد مجال لأن تصلح من أخطائك، ولا مجال أن تكفر عما اقترفته يداك، فقد رحلوا تاركين الدنيا بما فيها ومن فيها.

رحلوا للعالم الآخر، وانقطعت صلتهم بالدنيا، ولكنهم تركوا بداخلنا آلامًا لم ولن ترحل.

فليتهم يعودون لنخبرهم بذاك الندم المرير الذي انتابنا لفراقهم بقلوب جريحة من أفعالنا وتصرفاتنا، ليتهم يعودون لنطلب منهم الصفح والسماح!

لكن من المؤسف أنهم لن يعودوا، من المؤسف أنهم تركونا بغصة منا في قلوبهم، لنعيش من بعدهم بغصة من الحياة ومن أنفسنا.

ليتك تسمعين ندائي، ليت صوتي يتردَّد في الأذن صداه.

كانت قسوتي أشد من خنجر في الضلوع أدمى داخلك وأبكاه.

أعلمُ أنني مزقت قلبك بجفائي وسوء فعلي وجعله أشلاء.

أعلمُ أنني أبكيتُ قلبك قبل العين بتجبر مني في وقت ضعفك ما أقساه.

أعلمُ كل هذا وأكثر، ولكن ليتك تعلمين ما فعله بي الغياب، وما تركه داخلي من أصداء.

لم يعُد للحياة طعم، ولم يعُد قلبي ينبض إلا بالندم والآه.

ظلام حالك يعيشه القلب، وسواد مهما سطعت أشعة الشمس ليست له ممحاة.

ليتك تعلمين أنني من بعدك قصة حزينة حروفها الندم وصوتها الآه.

ليتك تعلمين أنني أعيشُ الندم لحظة بعد لحظة وأحياه.

ليتك تعلمين وتسامحي إماه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة