خاطرة "بعض الجنون قد آن أوانه".. خواطر وجدانية

انحنت سنابلي الملأى واحمرت خجلًا، تحت أشعة الشمس المحرقة أصبحت يابسة ناضجة صفراء لامعة، تلك علامات تفرح الفلاح وتسعده فقد حان وقت الحصاد وجني ثمار الجهد والتعب

ولكن للسنابل يوم موتها، إذ لن تتباهى بشكلها الشهي وثقل حباتها التي بوزن الذهب، إنها لن تتذكر بعد ذلك أيام شبابها حين كانت خضراء يانعة رافعة رأسها متباهية تنتظر مولودها على صبر وثقة، والآن ها قد أتت تلك اللحظة، لحظة الأحلام المهداة بأمر الطبيعة.

في بعض الأحيان تظن -وظنك قد يخيب أو يصيب- أن الموت قد حان في لحظة تدرك فيها ألَّا أمل، نعم كل شيء متوقف ثابت ساكن لا يتحرك، أينما توجه أيامك لا تأتِ بخير بكل بساطة، وكأنها لعنة أبدية.

هل إلى هذه الدرجة الأمر حقيقي ولا رجعة فيه؟ تعتقد أنك المسيطر وتمسك بزمام الأمور، فأنت كما تريد تدير دفة سفينتك المبحرة في بحر ساكن وكأنه صفحة ينعكس كل رسم فيها بطريقة تنبض بالحياة، نعم، وفي هذه الحالة أظن أنها لا تبحر بتاتًا، ولكن رغم ذلك فأنت كما تحب تعيش الأحداث، لا يهم كيف يراها الآخرون بل كما تراها أنت.

الآن أثر بعض العواصف لتراها في بحر متلاطم، إنها الحياة قد دبت في الأوصال، ترمقها بإعجاب تتفاعل مع من حولك وليس مع بنات أفكارك.

وتبقى كذلك أنت المسيطر فقط عندما تبدأ في هدم الجدار الذي بنيته، ذلك القوي المتين كما بنيته باقتناع وحب واهتمام تهدمه بالطريقة نفسها، إنه النور الذي أضاء فأراك طريقًا آخر جديدًا تمامًا، فهو جذاب وفيه المغامرة، فيه كثير من الرضا، فيه المعاندة والشعور بنشوة الانتصار، وأنك المتحكم في زمام الأمور، وبين الأخذ والرد تدرك كم أنت فوق وكم هم تحت بلا غرور أو تكبر.

فعلًا المواهب درر مخفية، تحت ستار الخوف والرهبة، واهتزاز الثقة، والكلام القاسي المحبط، وعدم تكافؤ الفرص وضياعها أحيانًا، وسوء الحظ، كلما رميتها خابت وما صابت، وتظل هكذا دهرًا بعد دهر إلى أن يأتيك الطائر المرفرف يدعوك ودعوته تغريك إغراء فيه النشوة والتلذذ، فتتبعه دون عناء أو مقاومة أو حتى تساؤل، انظر واتبع وارمِ بنفسك من علو شاهق ولو كان غير منطقي ومهلكًا، فلربما في أثناء سقوطك تطير عاليًا في سابقة لم تعهد لها مثيلًا من قبل.

حسنًا إلى هنا وكفى.. يقول أحدهم، كيف أرمي بنفسي من أعلى الجرف، هل أنت مجنون؟! الجنون يا صديقي في بعض الأحيان إلهام لنا لنتخطى حدودنا المألوفة المعروفة، الملازمة لنا ليل نهار، فحياتك كلها في أمان واطمئنان لم تأخذك لأي مكان، كل عام وأنت بألف خير في المكان نفسه، أعتقد بعض الجنون قد آن أوانه.

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

سبتمبر 19, 2023, 12:09 م

جميل جدا كلمات و جمل و ...رائع كعادتك يا ملكة العرب تحاتي لك يا اسطورة 🤍

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبتمبر 19, 2023, 3:28 م

تحياتي ياجميلة الروح👍🏻

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبتمبر 19, 2023, 3:42 م

صرت جميلة الروح اذن ؟ ههه.. يا ملكة العرب

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبتمبر 19, 2023, 6:44 م

إي والله أنت كالنحلة تطيرين من زهرة لزهرة تفيدين وتستفيدين .

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبتمبر 21, 2023, 4:21 م

اخجلتيني ☺️❤️💜

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبتمبر 22, 2023, 8:28 ص

لا مانع من المجنون حتى للجنون لذته
دام نبض قلمك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبتمبر 23, 2023, 7:40 ص

صدقتِ
ودامت كتاباتك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 27, 2023, 5:44 ص - ياسر الجزائري
سبتمبر 26, 2023, 1:36 م - سهامحمدنبيل٩٩
سبتمبر 26, 2023, 1:04 م - ليلى أحمد حسن مقبول
سبتمبر 26, 2023, 8:04 ص - سكينة أم ناصر
سبتمبر 26, 2023, 7:50 ص - د.أحمد عادل عثمان
سبتمبر 26, 2023, 6:23 ص - خلود محمد معتوق محمد
سبتمبر 25, 2023, 12:34 م - مجانة يمينة
سبتمبر 24, 2023, 6:21 م - ريم بدر الدين بزال
سبتمبر 24, 2023, 1:56 م - أنس بنشواف
سبتمبر 24, 2023, 12:21 م - مريم محمد إسماعيل
سبتمبر 23, 2023, 5:58 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 23, 2023, 1:58 م - محمد أحمد سعيد غالب الشيباني
سبتمبر 23, 2023, 1:28 م - علاء الدين حاتم
سبتمبر 23, 2023, 11:08 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 23, 2023, 11:04 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 22, 2023, 11:14 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 21, 2023, 2:11 م - محمد بخات
سبتمبر 21, 2023, 11:21 ص - زينب علي محمد
سبتمبر 21, 2023, 8:50 ص - وليد فتح الله صادق احمد
سبتمبر 21, 2023, 5:20 ص - بوعمرة نوال
سبتمبر 20, 2023, 6:05 م - صفا علي الشرقاوي
سبتمبر 20, 2023, 12:56 م - مجانة يمينة
سبتمبر 20, 2023, 5:34 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 19, 2023, 6:09 م - ياسر الجزائري
سبتمبر 19, 2023, 1:12 م - بومالة مليسا
سبتمبر 19, 2023, 8:07 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:30 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:11 ص - عزالعرب سلمان
سبتمبر 19, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 18, 2023, 5:28 م - أمين عبدالقادر لطف أحمد
سبتمبر 18, 2023, 4:01 م - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 18, 2023, 7:47 ص - سادين عمار يوسف
سبتمبر 17, 2023, 9:13 ص - مها عبدالمنعم عوض
سبتمبر 16, 2023, 4:04 م - عبد الله عبد المجيد طيفور
سبتمبر 16, 2023, 12:14 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
سبتمبر 16, 2023, 6:56 ص - رهف ابراهيم ياسين
سبتمبر 14, 2023, 7:27 م - محمود إبراهيم حفنى
سبتمبر 14, 2023, 7:03 م - زكريا عبده عمر عبده
سبتمبر 14, 2023, 11:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 14, 2023, 9:01 ص - صفاء السماء
سبتمبر 14, 2023, 8:53 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
سبتمبر 14, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 13, 2023, 6:16 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 12, 2023, 9:10 م - مايا عز العرب عزالدين
سبتمبر 12, 2023, 8:36 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 12, 2023, 7:28 ص - شروق محمد العمري
سبتمبر 11, 2023, 6:11 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 11, 2023, 5:48 م - أ . عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم
سبتمبر 11, 2023, 11:19 ص - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 11:00 ص - البراء القاضي
سبتمبر 11, 2023, 9:35 ص - هاني ميلاد مامي
سبتمبر 11, 2023, 6:13 ص - ايمان مسعد الحربي
سبتمبر 10, 2023, 6:27 م - مصطفى ضياء
سبتمبر 10, 2023, 5:48 م - محمد بخات
سبتمبر 10, 2023, 4:24 م - جود معاذ الرفاعي
نبذة عن الكاتب

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+