انحنت سنابلي الملأى واحمرت خجلًا، تحت أشعة الشمس المحرقة أصبحت يابسة ناضجة صفراء لامعة، تلك علامات تفرح الفلاح وتسعده فقد حان وقت الحصاد وجني ثمار الجهد والتعب
ولكن للسنابل يوم موتها، إذ لن تتباهى بشكلها الشهي وثقل حباتها التي بوزن الذهب، إنها لن تتذكر بعد ذلك أيام شبابها حين كانت خضراء يانعة رافعة رأسها متباهية تنتظر مولودها على صبر وثقة، والآن ها قد أتت تلك اللحظة، لحظة الأحلام المهداة بأمر الطبيعة.
في بعض الأحيان تظن -وظنك قد يخيب أو يصيب- أن الموت قد حان في لحظة تدرك فيها ألَّا أمل، نعم كل شيء متوقف ثابت ساكن لا يتحرك، أينما توجه أيامك لا تأتِ بخير بكل بساطة، وكأنها لعنة أبدية.
هل إلى هذه الدرجة الأمر حقيقي ولا رجعة فيه؟ تعتقد أنك المسيطر وتمسك بزمام الأمور، فأنت كما تريد تدير دفة سفينتك المبحرة في بحر ساكن وكأنه صفحة ينعكس كل رسم فيها بطريقة تنبض بالحياة، نعم، وفي هذه الحالة أظن أنها لا تبحر بتاتًا، ولكن رغم ذلك فأنت كما تحب تعيش الأحداث، لا يهم كيف يراها الآخرون بل كما تراها أنت.
الآن أثر بعض العواصف لتراها في بحر متلاطم، إنها الحياة قد دبت في الأوصال، ترمقها بإعجاب تتفاعل مع من حولك وليس مع بنات أفكارك.
وتبقى كذلك أنت المسيطر فقط عندما تبدأ في هدم الجدار الذي بنيته، ذلك القوي المتين كما بنيته باقتناع وحب واهتمام تهدمه بالطريقة نفسها، إنه النور الذي أضاء فأراك طريقًا آخر جديدًا تمامًا، فهو جذاب وفيه المغامرة، فيه كثير من الرضا، فيه المعاندة والشعور بنشوة الانتصار، وأنك المتحكم في زمام الأمور، وبين الأخذ والرد تدرك كم أنت فوق وكم هم تحت بلا غرور أو تكبر.
فعلًا المواهب درر مخفية، تحت ستار الخوف والرهبة، واهتزاز الثقة، والكلام القاسي المحبط، وعدم تكافؤ الفرص وضياعها أحيانًا، وسوء الحظ، كلما رميتها خابت وما صابت، وتظل هكذا دهرًا بعد دهر إلى أن يأتيك الطائر المرفرف يدعوك ودعوته تغريك إغراء فيه النشوة والتلذذ، فتتبعه دون عناء أو مقاومة أو حتى تساؤل، انظر واتبع وارمِ بنفسك من علو شاهق ولو كان غير منطقي ومهلكًا، فلربما في أثناء سقوطك تطير عاليًا في سابقة لم تعهد لها مثيلًا من قبل.
حسنًا إلى هنا وكفى.. يقول أحدهم، كيف أرمي بنفسي من أعلى الجرف، هل أنت مجنون؟! الجنون يا صديقي في بعض الأحيان إلهام لنا لنتخطى حدودنا المألوفة المعروفة، الملازمة لنا ليل نهار، فحياتك كلها في أمان واطمئنان لم تأخذك لأي مكان، كل عام وأنت بألف خير في المكان نفسه، أعتقد بعض الجنون قد آن أوانه.
سبتمبر 19, 2023, 12:09 م
جميل جدا كلمات و جمل و ...رائع كعادتك يا ملكة العرب تحاتي لك يا اسطورة 🤍
سبتمبر 19, 2023, 3:28 م
تحياتي ياجميلة الروح👍🏻
سبتمبر 19, 2023, 3:42 م
صرت جميلة الروح اذن ؟ ههه.. يا ملكة العرب
سبتمبر 19, 2023, 6:44 م
إي والله أنت كالنحلة تطيرين من زهرة لزهرة تفيدين وتستفيدين .
سبتمبر 21, 2023, 4:21 م
اخجلتيني ☺️❤️💜
سبتمبر 22, 2023, 8:28 ص
لا مانع من المجنون حتى للجنون لذته
دام نبض قلمك
سبتمبر 23, 2023, 7:40 ص
صدقتِ
ودامت كتاباتك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.