خاطرة "بعدك يؤلمني".. خواطر حزينة

كل الذي يحصل لي بسبب بعدك عني يا أبي، إنني أحتاج إليك وأريد قربك وحنانك.

أبي، ألا تشعر بما أشعر به؟ إنني أكاد أموت من شوقي إليك، إنني أتعذب في كل ثانية.

في بعض الأحيان يا أبي أحسد أصدقائي على وجود آبائهم معهم بقربهم، عندما يمرض أحد منهم يكون أباه فوق رأسه يسنده، ولا يكون هو السند لنفسه.

يا أبي، إنني أتحمل أشياء فوق طاقتي، ولا أستطيع أن أوفرها، أريدك يا أبي فقط أن تأتي، وتقول يا بني إنني سأفعل هذا الشيء وأنت استرخِ قليلًا.

لقد أنهكتني الأثقال التي فوق كتفي، أريد الراحة والسلام النفسي، أريد يا أبي أن أشعر بحنانك الذي لم أشعر به منذ ست عشرة سنة.

أبي، كانت آخر مرة احتضنتك بها وأنا في الخامسة من عمري عندما كنتُ طفلًا لا يعرف ماذا يجري لي، ولكن يا والدي أنا لم أكن أي طفل، بل إنني خزنت كل تلك الذكريات في عقلي الصغير، عندما أتيت أنت من الغربة، عندما احتضنتني، عندما مرضت وأنت كنت فوق رأسي تريدني أن أشفى.

وإطلاقًا لن أنسى وعدك الذي وعدتني إياه يا أبي عندما كنت في طريق العودة إلى الغربة.. أتتذكر وعدك إليَّ يا أبي أم نسيته؟

سأذكرك أنا يا أبي.. وعدتني يا أبي أن تعود إليَّ من الغربة في وقت صغير فقط، وها أنا للآن أنتظرك يا أبي. لقد طال الانتظار ستة عشر عامًا يا أبي.. هل نسيت وعدك؟ هل نسيت طفلك الذي لم يكبر إلى الآن؟ فأنا يا أبي حقًّا ذلك الطفل الذي ينتظر والده، يعد الأيام والساعات من أجل عودة والده.

والدي لقد اشتقت حقّاً إلى حضنك الدافئ الذي أنسى به العالم، أريد أن أرى يا أبي ضحكتك، أريد أن أشبع منك، أريدك أن تعاتبني عندما أفعل حركات المراهقين، أريد منك أن تحطم رأسي، ولكن أريدك أن تأتي..

أريد أن يمتلئ أرجاء المنزل بصحتك، أريد أن أستمتع بحواراتك عن الدين.

أريد أن أذهب معك إلى المسجد نصلي معًا، أريد الكثير منك يا أبي، أنا محروم منك، أريد أن أبكي وأشكو لك عن همي الذي لا يفارقني كهم الجبال.

أتعلم ماذا يا أبي؟ يضيق صدري عندما نذهب أنا وأصدقائي إلى نزهة وأسمع أحد أصدقائي يتحدث والده معه ويطمئن عليه.

قلبي ينغزني حينها، لا أعلم لماذا، ولكن عندما أرى اهتمام آباء أصدقائي عليهم أضيق.

ربما لأنني لم أذق هذا الاهتمام، فمهما كتبتُ ساعات طولية لن أقدر على وصف كم بعدك عني يوجعني.. فأنا يا والدي تعبت حقًا من بعدك، أريد فقط أن تحدث معجزةً ما وأراك أمام عيني، حينها سأسجد لرب العباد الذي حقق أمنيتي التي لم أنم إلا وهي تسبق نومي.

إنني يا أبي أبكي كل يوم، أحتضن وسادتي وأتخيلها كأنها أنت، أبي لم أكذب عليك الآن إطلاقًا. إنني أكتب لك اليوم والدموع تنهمر أمامي بقهر.

أعلم أنك ستضحك عليَّ، فأنا شاب يبلغ من العمر 21 عامًا ويبكي، أعلم أنك ستتعجب، ولكن هذا حالي يا أبي، كل يوم هذا حال ذلك الطفل الذي فقد حنان والده.

هذا الطفل الذي لم يكبر بسبب بُعد والده عنه، والدي إنني مشتاقٌ إليك كثيرًا، هل تشعر كما أشعر أنا أم أنت لديك من يغطي فقدانك بنا؟!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة