هدوء وصمت، البعض يراه جميلاً، أو قاتلاً، تسمو الروح، أو تهلك، تجلس لترتب أفكارك، أو تحطمها، تهرب من ضوضاء العالم الخارجي إلى ضوضاء العالم الداخلي، الصفر والواحد وما بينهما كون لا نهائي من الأرقام..
ثقب أسود يبتلع الحياة بعينها حتى الضوء لا مفر له منه، نحن في الكون والكون فينا، كل شخص منا هو كون مصغر بحد ذاته.
كلام غريب مجنون لا معنى له، لكن حتى الحكمة قد تكمن في الجنون واللا مفهوم، أحياناً يجب أن نتعرى مما يمثلنا، قيمنا، أهدافنا، وظائفنا، عائلاتنا، أصدقائنا، لنرى الكون أوضح، "دع الماء يسكن في روحك، وسترى نجوماً وقمراً منيراً. "لا أذكر من قالها لكنه على حق، والذي قال" أغمض عينيك حتى يصبح القلب عينك، وبهذا تكون الرؤية على عالم آخر"..
يقول التبريزي "بين الواقع والخيال، هناك برزخ أنا أنتمي إليه"..
أما أنا فلا أنتمي لمكان، لشيء، لأحد، في الواقع لا أجد هذا سيئاً فبعد كل شيء لست مناسباً للعلاقات من أي نوع، أجد راحتي في هكذا نوع من الأمور، عندما لا يكون لي انتماء، أهذه حرية أم وحدة؟!
نفس السؤال الذي سأله بوكوفيسكي العاطل المتعاطي للخمور الذي أصبح كاتباً مشهوراً في أواخر أيام حياته البائسة أو ربما جيدة، تختلف نظرتنا للأمور ولا شيء ثابت.
''عالقاً في منتصف الأشياء، منتصف الطريق، لا إلى هؤلاء أو إلى هؤلاء أنتمي، بين السعادة والحزن، بين النسيان والتذكر، ليس للأمام أو الخلف، رمادي فلست أبيض أو أسود، لست شيئاً حقاً، ربما أحتاج تصنيفاً خاصاً بي، لعلي أجد من يماثلني، يشبهني، على الأقل لا أود أن أبقى وحيداً هكذا في المنتصف ماراً على الجميع مرور الكرام، غير منتمٍ لأحد أو شيء".
اقرأ أيضاً
- خاطرة "تخلصت من غيبوبتي".. خواطر وجدانية
- قصة "تدبير الله وصاحب السفينة".. قصص قصيرة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.