نور فايز رباح عبيدو أغسطس 13, 2023, 5:04 م

خاطرة "بؤرة قلب".. خواطر وجدانية

نمط الحياة أن تتعامل مع أُناس كثيرين، وتتبادل المعرفة معهم، وقد تكون هذه المعرفة مؤقتة أو دائمة. فكثير من العلاقات تسوء بسبب قلة التفاهم وعدم الوضوح؛ لأن الطرفين أحدهما أو كلاهما لا يقول الحقيقة، بل يخفي شيئًا عن الآخر.

وحينئذ تظهر في التفاصيل والملامح، بل حتى الحركات، تصرفات تشير إلى اللامبالاة، مهما فعلت ومهما قدَّمت ومهما تعبت، فهذا لن يجعله حتى يفكِّر في التغير أو أخذ رد فعل؛ ليس لأنه لا يفهم بل لأنه لا يريد ولا يحتاج إلى فهم إلا ما يريده.

كثير منا يحب أشياء فيها ضره وهو يعلم ويتمسك بها تمامًا كالتدخين ومشروبات الطاقة وغيرها.. وكثير منا يعرف الخير ويعرف مفتاحه ويراه ولا يريد الإمساك به بل ينفر منه. وكما قيل: لا يمكنك إقناع الذباب بأن الزهور أجمل من القمامة.

وتوجد صور أخرى مثل أن تحب الملح في الأكلات وتحب السكر في الحلويات، ولكن أن يخلط أحدهم السكر بالملح ويقول لك إن الطعم المشترك أفضل من الطعم المنفصل، فهذا شخص غير عاقل، ويوجد اختلال في قوله؛ فليس جميع الأشخاص -حتى وإن كانوا فلاسفة- يؤخذ منهم الكلام دون تجربة وتطبيق وتذوق أو حتى ملاحظة.

بعض الأشخاص ستشعر تلقائيًّا بأنهم ليسوا كما يُظهرون، بل داخلهم مخيف ومرعب لدرجة لا يصدقها أحد. فالحياة دروس وعبر، وألا تبقى مخدوعًا وغافلًا وضالًّا هي مهمتك الأولى «الهداية». نعم هي عنوان الرحلة وغاية الوصول؛ لأن دونها لن تنجو، وستضيع مع من يصف لك طريقًا يريده هو، قد لا تريده أنت، ويقنعك بأنه ينفعك وهو لا ينفع أحدًا غيره.

لا تقس على كلام أحد ولا تجارب أحد، بل خذ جرعة من الحياة والموت ولوعة الفراق. فكم من محزون يمشي وهو مُمتلِئ بالهموم والطعنات ويبتسم، وكم من كاذب يُظهر العكس. المعاناة ليست عيبًا ولا الأخطاء، ولا يحق لأحد أن يحاكمك إلا الله. وحده الله من يسامح ويغفر أو يعذب أو يتوب.

لا أحد يستحق أن يحكم علينا بما نفعل إلا إذا كان يملك كامل الحق أو يمتلك سلطة معينة للفصل والقضاء والحكم بأمر الله وبالعدل الكامل والتام، مع المعرفة والعلم بالأحكام.

فالاتزان والعدل على أساسهما قامت الشعوب والحروب، وهما سبب النزاع الأساسي في هذا العالم، والأرض مهما كان حجمها وحجم من فيها وزمانهم، فستدور حول نفسها وحول الشمس لتعود لمكانها في الوقت نفسه من يوم وعام آخر؛ لأن نقطة المرجعية هي نقطة الأصل.

بقلم نور فايز رباح عبيدو

كانت هواية بدأت منذ سنوات طويلة حتى صارت وسيلتي وهويتي ورسالتي التي اتمنى أن تصلني للعالم وتصله بي..

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة