خاطرة "الوعي بالألم".. خواطر وجدانية

يا مهتدي كان الألم سابقاً يفتت الروح،

ما عساه يفعل اليوم،

أكاد أجزم إنه تخطى مرحلة التفتت بعدة خطوات جن فلاسفة القرن الواحد والعشرون ببحثهم عن المعنى،

المعنى هذا الغير قابل للتحديد الداىم التجديد الغزير الأهداف،

عن أي معنى تتيه وتبحر به أرواحنا

لاشك أن حتى فرويد تاه بتفسيره

تاه بتتبع مسارات الروح وهي تلهث وتنكب وتذل في سبيل المعنى،

إن كان للمعنى كل هذه الأهمية.

فماذا يبقى للألم والحزن؟

ربما هذين الأخيرين يحتلان مكانة أعلى وأسمى من المعنى،

وربما معضلة الألم هي من أغرت الفلاسفة بالبحث بعيداً عنه إلى شيء أقل منه وأقرب إلى التفسير إلى المعنى، ففي الألم كما في الدم يبقى لهما حضور مقدس في النفس، ذكرى غير قابلة للنسيان تتطفل على لحظات سعادتنا،

تحرمنا من الفرح تنغص علينا عيشنا،

تتذكر بمرارة كيف كنت وحيداً كـ ضبع لم يحظى بصيده اليوم،

يرمي بنا الألم إلى مرتبه أكثر من التسامي والتحايل على الحياة يكسب الروح شيء يسير من وقارها وبعض من معنها وحزنها السرمدي،

ألا تتساءل يا مهتدي مثلي،

لو نفي الألم والمعنى ماذا سيبقى من وهم الحياة؟

كيف لها أن تسير؟

كيف للإنسان أن ينهض صباحاً وهو مفعم بطموح الانتصار الوهمي على الألم؟

ماذا سيحدث لو استسلم الإنسان بكامل وعيه للألم إني متقين انه لن يقاوم وساوس الألم حتى الصباح حتى تجده قد أفرغ حشوة مسدسه بين صدغيه،

أو ربما اختار ما يوازي الألم قليل

أن يموت محترقاً

أو غريقاً ليلوّن حياته وحياة محبيه بالألم،

للدم لون. لا الألم لا يغري إلا الجلادين

ويجعل من أرواحهم توقاً للمزيد من الدم،

يكون الألم لذة ما بعدها لذة

من شعور للمعاناة إلى شعور للذة

وهذا أسوء ما قد يصل له انسان

قد لا يتوانى عن سفك الدم كل من يقف بطريقة أو يسير بجانبه، ليرضي ألمه

ويترك عقله يعيش بأوهام الألم،

أعيد لك الكرة

عندما يصبح الألم أداة للذة

فترقب الفاجعة أي فاجعه بالانتظار، قد استهلكت كل الفواجع، حتى تلك التي لم تصبني بعد وضعتها في دماغي وشرحت جزيئاتها وعايشت كينونتها وأدميت قلب الفاجعة،

الألم يتغذى من الفواجع أم من الأحزان؟؟

أم من المواقف أم من الخيبات؟؟؟، من الاكتئاب، أم يجد كينونته في نوبات الغضب القصوى؟؟

أم إنه يترقب فوران الانفعال؟؟

ربما يجد راحته ويكبر حجمه في قلب العدم حيث لا شيء بعد ولا شيء قبل، 

لنذهب بعيداً عن كل ذألك ودعني اجيبك بشيء من الحكمة،

الألم وحش كاسر شديد القبح والسطوة عديم الرحمة، لا يغفر لأحد ولا يعرف أحد لا يفرق بين ضعيف النفس والقوي

متى ما أصاب الروح فتك بها وجعل منها وعاء قد خرقته السهام وصب ما فيه، من فرح، قوة، حيوية، سكون، لطف، سلام، رغبه، أمل، تفاؤل، صمت،

إن ألمّ الجسد هي أرحم ما يصيب الإنسان،

 

كل الويل لمن أصابته وساوس الألم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة