خاطرة "الوداع الأخير والعلاقات الإنسانية".. خواطر حزينة

العلاقات الإنسانية بين الناس خيوط غير مرئية، لا يمكنك صبها في قالب واحد، وتحديد معالمها التي في أغلب الأحيان وإن بدت واضحة فهي مبهمة، لا بل أكثر من ذلك إنها متحولة زائلة لا أساس لها من الصحة.

يتبادر إلى ذهنك وفق معاييرك الخاصة التي نشأت وتربيت عليها وعرفتها ودرستها، أنك على صواب وتأتي مواقف تنسف كل ذلك نسفًا، وترى غير ما كان، وأن ما بينكما كان لا اتفاق فيه بالمرة، نعم لقد كنت موهومًا يا مريض الوهم، لا يمكنك الاستمرار إذن على القرار نفسه، لقد حان وقت الحقيقة.

الحياة مواقف والمواقف ما هي إلا أشخاص يمكن أن يصيبوا كما أنهم يمكن وبكل بساطة أن يخطئوا، تقول: يا للمصيبة، ماذا سيكون بعد هذا، ما هو مصير  حياتي كلها، لقد كانت أُسُسُهَا لَبِنَاتٌ قوية جمعتها بعرق جبيني من هنا وهناك، موقف مع هذا وآخر  مع ذاك ثم ماذا؟

يمكنك يا صديقي مرهف الإحساس التريث قليلاً واستيعاب الأمر رويدًا رويدًا إلى أن تتفق كل أجزائك مع بعضها، يمكنك الانتظار وأنت تصارع الحياة وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، يمكنك أن تصمت والصمت هنا كلماته قوية معبرة أكثر، إياك والقول، سوف تزيد الطين بلة..

يمكنك التماس لأخيك ألف عذر ومليون حجة، يمكنك المواصلة على نحو مماثل وهو المعاملة بالحسنى، يمكنك اختصار كل ذلك في بسمة وتبسمك في وجه أخيك صدقة..

يمكنك الاستمرار وكأن شيئا لم يكن ،يمكنك المحاولة.. يمكنك ويمكنك إلا واحدة، وهي  أن تحكم حكما نهائيا لا رجعة فيه ولا استئناف ولا أي فرصة.. لا لا إلا هذه، إنه الوداع الأخير إذن، وهذا لا يمكنك تأكيده إلا مع الموتى..

هذا في الحقيقة هو الوداع الأخير الذي لا كلمة بعده ولا نظرة ولا فرصة..

هذا مؤلم جدا عليك أيها الإنسان المسكين الفاني الذي في أي لحظة يمكن أن تختفي عن وجه الدنيا وتنتقل في سكناك من ظهرها إلى بطنها، وتلتقي حينذاك أصحابا ومعارف من عوالم أخرى منسية.

الوداع الأخير في أغلب الأحيان كلماته جَهْوَرِيَّة، مدوية، لها طلقات تصيب في المقتل، تُبكي بكاء مُرا حارقًا، سارقًا لكل الذكريات الجميلة المراعية المساندة الطيبة الساذجة المتغافلة المتنازلة، التي تقول لا بأس، افعل كل ما يحلو لك إلا الوداع الأخير؛ لأنه هنا استثناء من الطبيعة وعطية وهدية..

إنه علاقاتي بك التي لا تشوبها شائبة وعلى قدر ما هي رفيعة وشفافة ولا تكاد تُرى إلا أنها متينة قوية صنديدة مغوارة، لا تستحق القطيعة ولا الهجر ولا العبث بها ولا الإهمال ولا النسيان ولا الضغينة، هذه العلاقات  لا تقابلها إلا بتأكيد الهوية والبقاء على العهد وتجديد التحية، والتأكيد عليها في كل مرة، إنها بحق علاقاتنا الإنسانية التي أبدًا لن يكون مآلها الوداع الأخير.

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يوليو 26, 2023, 12:43 م

احببتها كثيرا ❤️❤️جميلة ♥️♥️تحياتي ❤️❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يوليو 26, 2023, 3:40 م

أحلى تحية ❤️❤️❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يوليو 27, 2023, 9:44 ص

لست مع الوداع انما مع تغيير الدوائر

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يوليو 27, 2023, 3:48 م

قولك حِكم
وكيف تغيير الدوائر ؟

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 5, 2023, 6:42 ص - إسلام عبد الكريم السنوسي
ديسمبر 4, 2023, 12:50 م - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 4, 2023, 9:30 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 4, 2023, 8:10 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:52 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:21 ص - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 1:15 م - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نبذة عن الكاتب

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+