تشعر بالوحدة التي تملأ داخلها، حتى باتت عاجزة عن الشعور بشيء سواها.
تسأل نفسها، كمن مسَّه الجنون، كيف عساها أن تخرج كمَّ الإحباط والخذلان واليأس، ومن عساها أن تكلم في هذا الوقت من الليل؟
تتساءل عما إذا كان الوقت المتأخر هو السبب، ثم تتذكر أنها دومًا كانت وحيدة، ولكنها لا تشعر بذلك نهارًا لأنها تكون في العمل.
تحاول أن تنسى نفسها عن طريق العمل، لا تمنح ذاتها فرصة للتنفس، لأنها متى فعلت ذلك هاجمتها أحزانها دفعة واحدة.
ليس ذلك منطقيًّا، ليس من المنطق أنها كلما تفرغت شعرت بأنها ستمرض.
ليس منطقيًا أنها كلما تأملت من حولها، وجدتهم في مزاج قاتم لا يسمح بالحديث عن شيء سوى الهموم والمشكلات.
ليس منطقيًّا أن صارت كل علاقاتها سامة، تستهلك من طاقتها ولا تمدُّها بشيء.
وليس من المنطق في شيء أن يزيد العمل، الذي من المفترض أنه الشيء الوحيد الذي يبقيها حية ويشعرها بأنها لا تزال تملك شيئًا من صحتها العقلية، من إحساسها بأنها أقل من زملائها في القدرات والفكر.
إن ذلك كله يحزُّ في قلبها ويؤلمها ألمًا شديدًا.
كم تتمنى لو تتركه يعبر من شفتيها دفعة واحدة، فتتخلص من الآلام كلها التي تجثم على قلبها.
كم تتمنى لو تجد حضنًا دافئًا ترتمي فيه، أو كتفًا لشخص وفيٍّ تستند إليه دون أن تخشى أن تغلق عينيها.
كم تتمنى لو أن شيئًا من ذلك كله لم يحدث.
رائعه
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.