لقد قيل لي إن الخيبة الأولى تكون موجعة والباقي مجرد دروس، لكن لم أتوقع أن تكون بهذا الألم، إني أنزف من الداخل، أنزف آمالي الكاذبة التي علقتها فباتت سرابًا.
اهربي اهربي...
كانت هذه أول الكلمات التي تراودني كل مرة تواجهني مشكلة، ما الهرب؟ أن أهرب من الواقع من ساحة المعركة إلى عتمة تفكيري، إلى عالم موازٍ في غرفتي المظلمة، أهرب إليه كلما ضاق بي فضاء الكون لأصنع لنفسي أكاذيب يصدقها عقلي، وأختلق لنفسي أعذارًا كي أهرب من الأمر الواقع، فقد كانت الحقيقة والواقع بالنسبة لي أكبر مخاوفي.
حزمت أمتعتي واستعددت للهرب في رحلة بلا تذاكر اسمها "رحلة الغباء" نعم...
أن تهرب من مسؤولياتك ومشاكلك وتدع ساحة المعركة وتغادر يسمى غباء لكنني، لم أكن مدركة لذلك...
كان صوت خافت يرغب في بقائي ومجابهة المشاكل، وصوت قوي جدًّا يرغب في الهروب إلى خيالي، فقد كان أفضل حل بالنسبة لي أن أشغل نفسي بالنوم أو بالحديث، وطالما اتبعت الصوت القوي وتجاهلت ذاك الخافت الذي حثني على التحلي بالشجاعة...
الهروب أم المواجهة؟
إلى متى الهروب يا نور؟ الهروب للجبناء، فقد قيل لو كانت المشاكل تحل بالهرب لكان الكوكب مهجورًا، هذه المرة لبست ذرع الشجاعة وبدأت في مواجهة أفكاري المظلمة، استدعيتها إلى غرفتي وشرعت في حوار مع الأنا التي بداخلي، واحتضنتها بقوة، وقلت لا مزيد من رحلات الغباء، أعتذر لأنني اخترت الهروب وأثقلت عليك حملك، أعتذر وبشدة.
وأنت يا من تقرأ كلماتي التي كتبتها بدمع الأنا التي بداخلي ونقاط حروفها بدمها أريدك أن تتوقف وتواجه واقعك مهما كانت صعوبة مواجهته، أنهي رحلات الغباء، وإلا سينتهي بك المطاف إلى رحلة فقدان كل شيء...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.