في حديثي مع إحدى المطلقات..
كنتُ أعيش في جحيم.. هكذا بدأتْ وصف حالتها..
قالت وهي تتلعثم.. نعم الطلاق ليس عيباً ولا حراماً إنه أمر طبيعيّ عندما تصبح كل الطرق المؤدية لاستمرار الزواج مستحيلة التحقق..
أصبحتُ الآن حرّة وكلمة مطلقة لا تشعرني بنقص أو ضيق لأني شعرت بالكمال الحقيقي عندما حررت نفسي من شرنقة الزواج التقليدي وحلّقت في سماء الحياة من جديد..
تعيش الفتاة منذ أول نضجها في صراع دائم مع الذات وتسأل نفسها أسئلة مختلفة حتى تتبلور أفكارها حول ذاتها بشكل متين، وصلب، وحقيقي..
ويساعد في تكوين هذه الشخصية العائلة والمجتمع المقرب، ويختلف هذا التكوين من مجتمع ضيق عن مجتمع واسع ومنفتح، مع ذلك كل الاختلافات المجتمعية تتقارب في الشرق الأوسط وهناك ثقافة مرجعية تجعل نظرة المرأة لنفسها نظرة شفقة وضعف وخوف في أكثر الأحيان..
تسأل المرأة.. كيف سأعيش؟
يجيب المجتمع الرجل هو المسؤول عن تدبر المعيشة..
تسأل كيف أبدو؟
يجيب المجتمع كما يحلو للرجال
تسأل كيف يبدو مصطلح مطلقة؟
يجيب المجتمع.. لفظ كريه وعليك أن تظلي خاضعة خانعة دون حتى التفكير بنفسك ورغباتك وأمورك التي تحبينها..
إن ضغوط مجتمعاتنا العربية وأفكار العرب الحالكة حول المرأة بشكل عام في استمرار وتضخم.. وكأننا في عصر جاهلي، ولسنا في القرن الواحد والعشرين...!
ليس حال الغرب أفضل، وهنا لا نتحدث بطريق المقارنة إنما بطريق مداعبة جزء من العقل يرغب في تحرير المرأة وتمكينها، فمن منا يرفض أن يرى ابنته في منصب مميز !!
يستمر الضغط على المرأة وعقلها وقلبها حتى تنفجر الضغوط في العلاقة الزوجية غير المتكاملة، وينشأ الصراع بين الرجل والمرأة في هذا المضمار، ويحدث تسابق بين الطرفين في إطار يعود لعقليات مختلفة...
حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية وليست تفاضلية، وهذا ما يجب فهمه وعيشه بصدق وجعل أولادنا يختبروه في حياتهم..
الطلاق منبوذ وهو أبغض الحلال..
لكن لا عيب في إنهاء علاقة منهكة..
هناك قواعد حياتية عامة يجب على المرأة والرجل فهمها كي تستمر الحياة الزوجية بشكل متناغم منها التواصل والتقرب من بعضهما البعض بشكل يومي وخلق مفاتيح جديدة للحوار..
مراعاة ظرف الآخر وعمله وطريقة تفكيره..
دمج العلاقة الزوجية بالعلاقة في العائلة الأكبر والأوسع جميل لكنه متعب للطرفين يحبذ السعي لترتيب العائلة الصغيرة بشكل مستقل عن العائلة الكبيرة ولكن بتوافق وتناغم مع المحيط ..
في النهاية ضمن مشاكل الحياة الزوجية لا تبحثوا عن أسباب المشكلة، بل كافحوا من أجل الحلول...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.