لكل إنسان فينا مبادئ تحكمه، أي أساسيات أخلاقية أو دينية، تنشأ من خبرة حياتية أو قيم، وهي تعرف بالمعايير التي تحكم على سلوكيات الفرد.
وهذه القيم تتغير بتغير ظروف المجتمعات والأفراد، فتختلف عن المبادئ التي هي أساس ثابت يُبنى عليه غيره، ولا يتغير بتغير الظروف والأحوال، وعلى الرغم من الاختلاف فإن الإنسان لا يستغني عنهما فهما يكوِّنان شخصية المرء.
وأيضًا من ضمن مبادئ الفرد معرفة الشخص بالمواقف التي يتعرض لها يوميًّا، وعلى أساسها نبني تفكيرنا وتحركاتنا.
فالمبادئ هي التي تحكم طريقة استجابة الإنسان، لذلك تعد أمرًا مهمًّا جدًّا في تأسيس المرء والحفاظ عليه، فهي تحميه من المواقف الطارئة المعقدة، وبها يمكن للإنسان إدارة الكوارث التي يتعرض لها في حياته اليومية، وهي عناصر ضرورية في التنسيق الإنساني.
وكما قال ألبرت آينشتاين: "إن الإنسان بلا مبدأ إنسان بلا شرف".
يجب ألَّا تتخلى عن مبادئك، فهي من ضوابط النفس، التي تجعلك في صراع دائمًا بين الحق والباطل، وهي من أصعب المراحل التي يمكن للمرء أن يمر بها.
فالرحلة التي يخوضها في العثور على الحق تكون مرهقة شيئًا ما، يتعثر تارة وينجو تارة أخرى، ولكن مهما كان الطريق شاقًّا، اعلم أن الله سيرشدك إلى طريق الحق، وفي بعض الأحيان ستجد الحق هو من يعثر عليك، لذا لا تضطرب وكن على يقين أنك ستصل، وهذا في حال تمسكت بمبادئك الأخلاقية والدينية.
ولكن عندما تضيع القيم وتختفي المبادئ، يصبح العالم على أسوء صورة ممكنه له، إذ يطغى على العالم الفساد وتكثر الخيانات ويعم الفساد والنفاق، ما يؤدي إلى قلة البركة.
ومع الأسف يوجد من يتخلى عن قيمه ومبادئه، بسبب رؤية بعضهم، أو بمعنى أدق يدعي أن الظروف أقوى منه، وهي التي تفرض عليه أن يتخلى عن قيمه ودينه ومبادئه.
ولكن هذا الشخص تكون مبادئه هشة ضعيفة تتأثر بسهولة بأية مغريات يتعرض لها الشخص، وكما يقال: "لا عزة لإنسان لا يصر على العيش عزيزًا، ولا خير في بشري يرى الحق ولا يتبعه، ويرى الباطل فيهب منغمسًا فيه".
وهنا يجب عليك أن تحافظ على وعيك العقلي، وتكون مدركًا لكل شيء من حولك، لأن في هذا الزمان كثرت الفتن، ولا تقلد إذ أصبح التقليد متقدمًا.
ولا تكن سلعة سهلة تباع وتشترى، فأنت ترخص مبادئك وقيمك، وعليك بالتمسك بدينك، والتشبث به، والدفاع عنه، ومصارعة النفس.
حتى إذا تقلب الزمان عليك لا تُكسر، وتكون قويًّا أمام المواجهة، فلا تأمن الزمان ولا تعتقد بأنه لا ينقلب وأن المعايير لا تتبدل، وإذا واجهت تحديًا فيجب أن تتصدى لأية مؤثرات تجعلك غير سوي وتحولك إلى شخص آخر دنيء، وكل هذا سيجعلك تعيش ورأسك مرفوع ولديك كرامة ومكانة عالية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.