خاطرة "الماضي ودفتر الذكريات".. خواطر وجدانية

نمرُ بلحظاتٍ صعبة ومريرة وقاسية..

نُقاسي فيها الصدمات وضربات المؤلمة لكي تحكي لنا قصصًا تكاد تكون خيالية..

تترجم أحاسيسنا وتشرح بدقة ذلك الألم الدفين داخلنا..

نُقلِّب في دفاتر الذكريات التي نملؤها بتلك المواقف واللحظات والمأساة والأحزان، لنقف عند أصعب الأشياء التي أنهكت ودمَّرت أرواحنا، وأحرقت أجسادنا، وأهلكت قلوبنا، وجعلتنا نتقوقع داخلها، ونصبح أشباحًا..

ما نمرُ به وما نعيشه نقاسيه أمام دفتر الذكريات، لترجع بنا إلى الماضي المخيف، لتنزل دموعنا كاللهيب الذي يحرق كل مكان..

ذلك الماضي الدفين يؤثر على مستقبلنا وحاضرنا، إنه يحاصرنا ويُقيِّدنا ويستعبدنا..

يجعلنا نخاف من التقدُّم إلى الأمام، ونظل واقفين في مكاننا، متجمدين ومشلولي الحركة..

تعصفُ بنا أعاصير ورياح تجتث ذلك الجسد المنهك وتلك الروح المتعبة لكي تنفينا إلى وحدة وسجن أبدي، ليلعب معنا القدر لعبة الألم الذي لا ينتهي..

يكفي أيها الماضي اللعين..

يكفي لعبًا بنا، يكفي تحسرًا ودموعًا، يكفي ما وصلنا إليه!

ماذا تريد منا؟ لماذا أيها الماضي لا تريد تركنا بسلام؟ لماذا تطاردنا؟ لماذا كل هذا؟ تبًا لك أيها الماضي اللعين تبًا لكل تلك الصدمات والضربات المؤلمة..

تبًا لكل ذلك الألم الدفين بداخلنا، تبًا لكل الذكريات القاسية والمريرة، تبًا لكل ما أوصلتنا إليه..

ونقف للحظاتٍ في صمت وهدوء فنراجع دفتر الذكريات..

علينا أن نستيقظ عند نهاية هذه الذكريات القاسية! علينا محوها وإحراقها! علينا أن نُدمر كل ما فيها ونُعيد من جديد صفحة جديدة؛ لكي نودع الماضي وما فعل بنا..

لنعيد السلام إلى تلك الروح المنتهية علينا المحاربة، وأن نجاهد من أجل الحياة ومن أجل مستقبل أفضل مشرق..

لتضيء تلك الشمعة، لكي تنير دروب مستقبلنا وحاضرنا، لكي نصل إلى حلم لم ينتهِ، وإلى أمل قد تأجل وإلى طموح يوصلنا إلى السلام والأمان والسعادة..

إلى هنا تنتهي كل تلك اللحظات وما عشناها لتكون لنا دروسًا تُعلمنا عدم الاستسلام وعدم الهروب من الواقع، لكي نواجه ونكون أقوياء ونكون أشد إصرارًا وعزيمةً على بلوغ أهدافنا..

إلى هنا تنتهي تلك اللحظات القاسية لتبدأ لحظات جديدة..

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة