خاطرة "الله يؤلف القلوب".. خواطر وجدانية

كما يقولون: "رُبَّ صدفة خير من ألف ميعاد"، أو "أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد".

قد تجمعك صدفة بشخص ما، لم يكن في حسابك معرفته، لكنك آنست بوجوده وأحسست أنه نوعية مختلفة عمَّن تتعامل معهم كل يوم.

تشعر وكأنه مغناطيس يجذبك من ذاتك ومن داخلك، وتهتز داخليًّا إذا غاب، وأنت لا حيلة لك أمام التقلبات الداخلية التي صنعها هذا الشخص الذي يأسرك بكلماته المتوازنة التي تخرج في ثوب قشيب لم تتعود أنت على سماع هذا النوع من الكلام.

وبذلك أحدث هذا الشخص الفارق في حياتك وتتمنى ألا يغيب عنك أبدًا، وأنت حائر مع نفسك، وتسألها: لماذا هذا الشخص الذي أسرني دون غيره مع أنّ أنه لم يقدم لي جميلًا أو لم يقدم لي حتى كلمة يطريني بها.

لكنني جذلان بوجوده بالقرب من المكان الذي هو فيه، وأستشعر أن سماع صوته يبهجني ويعطيني دفعة من الأمل حتى وهو لم يتحدث إليَّ.

قد أكون لمست في هذا الشخص أنه مسالم متسامح مع الجميع، لا يتحدث إلا كان للحديث ضرورة، ويوجز في قوله، وكل كلماته متناغمة مع بعضها.

نظراته تتحدث وكأن لها لسانًا، تفيض حبًّا وحنانًا، وتفضح مشاعر الطيبة التي تبحث عنها بين جموع البشر، لكنها لا تسكن إلا في نفوس أصحاب القلوب الطيبة الذين يحاولون خلق الحب بين الجميع، وعندما يغادرون المكان تشعر بأنك خسرت كثيرًا.

قد يكون هذا الشخص يشبهك من الداخل، وأنت لمست هذا بحسك العالي المرهف، لذا حاولت أن تقترب من نفسك بالتعرف على شبيهها، وقد أرسله الله إليك كي يعوضك عن كثير من البشر حاولوا تعكير صفو حياتك، وأنت دعوت الله أن يعوضك ببديل أفضل يعيدك إلى الإحساس بأن الدنيا ما زالت بخير، وفيها العنصر الطيب الجميل.

ولقد جاء هذا الإنسان يرفع شعار الحب الحقيقي بغير مقابل مادي؛ لأن البعض للأسف يتاجرون بالمشاعر ويحولون المشاعر النفسية إلى تجارة.

وأنا أرى أن الإفصاح عن شعورك لهذا الإنسان لا غبار عليه ولا عيب ولن يقلل منك إذا أبلغته شعورك بدلًا من الحيرة والاستمرار في اللف والدوران، فمن يبدأ بالإفصاح يكون هو الشجاع.

الحب في بعض الأحيان لا سبب له، فهو يشبه العلاقة بين المغناطيس والمسمار، جاذبية روحية بين الطرفين، ولعلهما يقدمان لها الدعم حتى تستمر وتزداد قوة.

وكما في الحديث الشريف: "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تنافر مِنها اختلَف".

وما دام أنه حبًا فعلًا فسوف ينتصر؛ لأن الله هو الذي صنعه حتى يخرج إلى النور ويشب ويصير حبًّا مثمرًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة