خاطرة «الكل يكره حديث الموت».. خواطر دينية

الكل يكره حديث الموت ويعتقد أنه مخلد، فيظلم، ويسرق، ويرتكب من المعاصي ما يجعله منبوذًا، ويرى أنه هو الذي يستحق كل شيء طيب دون غيره، ويخادع ويتخابث، ويفعل ما يجعل البعض يتمنى أن ينكل به.

في هذا المقال سأتناول سيرة الإنسان الذي يعيش في غفلة عن مصيره المحتوم، ويظن أنه مخلد في الحياة، فيرتكب المعاصي ويظلم، ولا يعي عواقب تصرفاته.

هذا الشخص قد يعتقد أنه يستحق كل ما هو جيد، بينما هو في الواقع يظلم الآخرين ويخادعهم، ما يجعله مكروهًا من المحيطين به، لكن في النهاية حينما يزيد ظلمه يزداد غضب الوسط المحيط به، ويتمنون أن يعاقبه الله بسبب تصرفاته السيئة.

والمشكلة في الغرور والانغماس في الشهوات، مع تجاهل حقيقة الحياة والموت، وأسلوب حياة كهذا لا يؤدي إلى السعادة الحقيقية، بل يسبب الابتعاد عن الله تعالى والناس الطيبين.

اقرأ أيضًا: إنك تموت لتحيا

الموت هو النهاية الحتمية لجميع البشر، ولا يمكن لأحد أن يهرب منه، والوعي بهذه الحقيقة يساعد في توجيه الإنسان نحو تقوى الله، والابتعاد عن الظلم، والتصرف بعدل ورحمة.

العمر قليل ومحدود، لكن بعض الناس يغفلون عن هذه الحقيقة، ويظنون أن الزمن في صالحهم ولن يخذلهم، فيعيش في غفلة، وهذه الغفلة تدفع البعض إلى ارتكاب المعاصي وظلم حق الآخرين، والاعتقاد أنهم في مأمن من العواقب.

وكثير من هؤلاء يظنون أنهم يمتلكون القدرة على الاستمرار في حياتهم كما يريدون، ويشعرون أن الدنيا لا تفرغ لهم أبدًا من الوعود بالمكاسب، ولا يعترفون بوجود حساب سيأتي يومًا.

الإنسان الذي يظن أنه مخلد في هذه الدنيا، ويتصرف وفق هذا الأساس، يغفل عن حقيقة مهمة، وهي أن الموت لا يتوقف ولا يتأجل، وأنه يمكن أن يباغته في أي لحظة، وأنه لن ينفعه شيء من المال أو الجاه في حياته، في هذا السياق فإن المظالم التي يرتكبها هذا الشخص تؤدي إلى نفور الآخرين منه، ويُنظر إليه على أنه شخص مغرور وخداع، غير مستحق لما لديه.

الإنسان الذي يمضي في هذا النسق قد ينتهي به المطاف إلى الندم عندما يكتشف أن الحياة ليست كما تصورها، وأنه بتصرفاته قد ألحق أضرارًا بالعلاقات الاجتماعية، وكان يجب أن يتعامل مع الأمور على نحو صحيح مثل الذين يخشون عواقب الدنيا قبل الآخرة.

اقرأ أيضًا: خاطرة "فلسفة الموت".. خواطر اجتماعية

لكن لا تزال توجد فرصة للإنسان لكي يراجع نفسه، ويفكر في مصيره، ويتذكر أن الحياة فانية، وأنه مهما كانت قدراته أو ماله، لن يصمد أمام الحقيقة الكبرى، وهي الموت الذي لا يُستثنى منه أحد، والوعي بهذه الحقيقة يمكن أن يكون حافزًا لتغيير سلوك الفرد، والابتعاد عن ارتكاب الأخطاء التي قد تقوده إلى مصير سيئ.

الموت هو النهاية لكل فرد، لكن ما يحدد مصيرنا بعده هو كيفية عيشنا، وكيفية تعاملنا مع الآخرين، ومدى إيماننا بوجود حساب وعقاب. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة