خاطرة «الكبر والاستفزاز».. خواطر عن الحياة

في كثير من الأحيان تتحدث إلى إنسان عن رأي حقيقي، لكنه يسفه رأيك، على الرغم من أنه على يقين أن رأيك هو الصائب، وأنك لا تحكم على الأشياء دون دراسة متأنية. لكن الحسد دائمًا ما يأكله من الداخل، يقول لك: لماذا تتشبث برأيك دائمًا؟ وأنت تحاول إقناعه أنك لا تتشبث برأيك  لأنك تنصر الرأي الصائب فقط.

من هنا يمكن القول إن الحقيقة قد تتخذ وجوهًا متعددة وتعتمد على عدة عوامل؛ لأنها قد تكون مجرد فكرة عابرة في ذهن شخص ما، أو لأن لديه سوء ظن دائم يسكن في تفكيره، أو أنه يرى الحقيقة على نحو مغاير نتيجة التداعيات الثقافية أو تحيزات شخصية لنفسه، أو ربما جرى تزييفها عمدًا من جانب من يثق بهم، وبذلك لا يقتنع إلا بصحة أقوالهم دون غيرهم.

والتجارب الشخصية المختلفة تؤدي دورًا كبيرًا في ذلك، وبذلك يرى كل شخص العالم بعدسته الخاصة، فيكوِّن عقله خلفية ثقافية مختلفة وقد تكون مغلوطة، إلى جانب أن تجاربه الحياتية، والمواقف التي مر بها. كثفت الضباب حوله وجعلت الحقيقة غير ما يراه غيره.

 يمكن القول إن التفسيرات والتأويلات المختلفة جعلته يفسر تفسيرًا غير تفسيرنا، وأنه قد تربى على عادات ومعتقدات شخصية. على سبيل المثال قد يرى شخص ما نوعًا من الظلم، ويراه غيره أنه تصرف طبيعي، ويرى أنه توجد وقائع  تبرر رأيه.

 وتوجد أيضًا تحيزات ثقافية. بمعنى أن كل ثقافة لها معاييرها الخاصة للحقيقة، والمفاهيم التي تعدها "صحيحة" قد لا تكون كذلك في ثقافة أخرى. هذا يمكن أن يؤدي إلى تباين في الرؤى عن مسائل معينة، مثل السياسة، الأخلاق، أو الدين.

ويوجد أُناس يزيفون المواقف حتى تصبح الحقائق متماشية مع رأيه بعد أن كساها التزييف بإتقان، سواء أكان ذلك من أجل السلطة أم النفوذ أم لتحقيق أهداف أخرى. وهذا يحدث عند تقديم معلومات مغلوطة أو مضللة بطريقة تهدف إلى تغيير رأي الناس.

اقرأ أيضًا: خاطرة "الفقر والغنى".. خواطر اجتماعية

أيضًا فالزمان والمكان كفيلان بتغيير التفكير في الحقيقة، وقد يظهر في المستقبل وجهات نظر جديدة منطقية مع عصرها؛ لأن التطور الذي يشهده العالم يكشف المستور عن الحقائق الغائبة، أو التي كانت غائبة وغامضة.

والحقائق تتغير مع مرور الزمن، ومع تطور المعرفة الإنسانية. بعض المعتقدات أو الأفكار التي كانت تُعد حقائق في العصور الماضية قد تم التراجع عنها مع تقدم العلوم أو تغير الظروف.

الحقيقة يراها بعضنا نسبية ومتعددة الأبعاد، ويحاول أن يقنعنا برأيه؛ لذا نحن ندافع عما نراه يطابق فكرنا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة