من منا لم يقرأ كتابًا أو رواية أو قصة؟ كلنا كنا نقرأ ونستمتع، لكن بوجود العولمة هل ما زلنا نقرأ؟
بالنسبة لي أحب القراءة خاصة في أوقات فراغي، لم أترك جريدة أو مقالة أو كتابًا لم أقرأها، كانت القراءة لي هواية منذ الصغر، وخاصة قصص ألف ليلة وليلة أتذكر ذلك جيدًا؛ لأن في تلك سنوات لم يكن في بيوتنا ثقافة التلفزيون، أي كنا نحب اللعب وكانت أمهاتنا يرسلننا للعب والاكتشاف، ويغلقون التلفاز لأنه بالنسبة لهم مضيعة للوقت، وفي حقيقة هن محقات جدًا، عكس أمهات اليوم يتركن أطفالهن أمام التلفاز من أجل ألا يزعجهن أطفالهن أثناء ممارسة أعمال البيت وغيرها.
أذكر أن سبب الأول هو حلقات فوازير شريهان ألف ليلة وليلة، وأيضًا حلقات كان يا مكان التي كانت تعرض، وكما أن الرسوم المتحركة وحصة سامي هاوي التجارب العلمية وسلسلة المناهل وسلسلة افتح يا سمسم وغيرها.. كانت دافعي القوي نحو القراءة..
أذكر أنني كنت أحبُ أن أكتشف العلوم والمجرات في كتب كانت في وقتنا عبارة عن موسوعات كبيرة حول المجرات، والحيوانات وغيرها..
كانت بالنسبة لنا حافزًا مغريًا للاكتشاف والمغامرة، كنا جيلاً يحب المغامرة ويحب القراءة واكتشاف ما وراء الطبيعة من قصص خيالية وعلمية وحتى مخيفة، كنا نحب القصص البولسية لسبكتور كتجات، وسلسة بوليسية تشارل كهمز وكوجاك وغيرها.
القصص والروايات بالنسبة لنا هي ثقافة أعجبتنا وخضنا فيها أشواطًا من متعة وتوصل فيها شيء فوق الخيال، كانت وما زالت تستهويني قراءة روايات اجاتا كريستي وروايات تشارل كهمز كثيرًا، والآن أصبحت أحب الروايات التي تعالج الجانب نفسي من القضايا المجتمع مثل: قصص وروايات الكاتبة العظيمة ليلة عادل كالأعمى والوفاء العظيم، روايات تصور لنا جانبًا من جوانب الحياة كأنها حقيقية أمامك بمشاعرها وحياتها، تأخذك فتجعلك بطلاً فيها تعيش الرواية بحذافيرها، إنه لشيء ممتع.
لكن السؤال المطروح هل الكتب اليوم أصبحت لا تعنينا أم العولمة وسهولة وصول إليها أصبحت أهم لنا من مطالعة؟
السؤال يبقى مطروحًا والإجابة عليه تبقى حسب كل جيل مختلفة، منا من يرى أن القراءة أصبحت شيئًا قديمًا، والمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي حل محلها..
ومنا من يرى أن هناك مواقع كثيرة فيها روايات وقصص كثيرة استعمرت وانتصرت على الكتب، لكن أنا أرى أن مهما تطور العالم فيبقى الكتاب له مكانة مختلفة في نفسنا نقلب في صفحاته، ولا يأخذ مكانه أي شيء لأنه هو الصديق الوفي تأخذه أينما ذهبت لا يكل ولا يمل منه..
مهما تطورت البشرية يبقى الكتاب والقراءة أحسن شيء لممارسة الرياضة العقلية فلا نشيخ أبدًا ولا نفقد بصرنا إن بقينا لوقت طويل نقرأ، عكس الهاتف والتكنولوجيا تؤثر سلبًا على صحتنا.
فكم قرأت أنت من كتاب أما أنا فقرأت الكثير الكثير وما زلت أبحت عن جديد يستهويني فوداعًا وسنلتقي يومًا ما أمام معرض من معارض كتب نحاول إيجاد فيها ما ينير طريقنا وعقولنا لشيء أحسن وأحسن الكتب هو القرآن، ينير دربنا وطريقنا إلى الجنة إن شاء الله.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.