خاطرة "القاتل البطيء".. خواطر وجدانية

سيعتقد كثير من الوهلة الأولى من عنوان مقالي هذا أنني سأتحدث عن نوعٍ من أنواع السموم القاتلة، أو مرضٍ من الأمراض شديدة الْخَطَر، أو داءٍ يُنذِرُ بالخطر فتاك!

لكنْ في حقيقة الأمر يا صديقي أنني سأتحدث عن موضوع مختلفٍ تمامًا! أنا على يقين بأنَّ هذا الأمر لا يخطر على بال كثير منا لا سيَّما أنَّنَا نعايشه يوميًا ونحن لا نشعر، وقبل أن أطرح ما أريد الوصول إليه سأحكي لك قصة حصلتْ معي شخصيًا تفسر اختياري لهذا العنوان.

مرَّ أحد الأصدقاء بضائقةٍ مالية خانقة، وهذا الأمر من طبيعة الحياة، كان صديقي شخصًا بشوشًا مرحًا، لكنه في ذلك الوقت في أثناء الضائقة المالية كان يقول لنفسه كثيرًا من الكلمات السلبية، مثل: "الوضع يزداد تفاقمًا، من أين سآتي بالمال؟ الحياة أصبحتْ صعبة، ماذا لو حصل كذا" وغيرها من العبارات التي جعلتْ نظرته للحياة قاتمة!

ومع مرور الأيام ازداد الأمر سوءًا حتى تعرض لأزمةٍ صحية كاد أنْ يلقى معها حتفه، والغريب في الأمر أنَّ صديقي لم يكن يعاني قبل ذلك أمراضًا مزمنة، بل كان في كامل صحته ما جعلني أتساءل بعد أنْ عرفتُ ما حدث معه عن السبب وراء ذلك، وبعد أن أخبرني تفاصيل قصته ازددتُ قناعة وترسخت لديَّ فكرة أنَّ السلبية والتشاؤم يدمران الشخص ليس على الجانب النفسي فحسب، بل على الجانب الجسدي والصحي!

تكمن مشكلة الكلمات التي نتحدث بها مع أنفسنا في أنها تتغلغل في كل جزءٍ منَّا ونحن لا نشعر، ويعتمد أثرها على ما نلقيه على مسامعنا، ولك أن تتخيل كمية الكلمات السلبية التي نتحدث بها مع أنفسنا بمرور الأيام، فلا غرابة إن كانت نتائجها فادحة؛ لأنها تنخر في أرواحنا وأجسادنا كالورم الخبيث؛ لأنها ستقتل طموحنا وأحلامنا، وستقتل طمأنينتنا، وستئد كل شيء جميل فينا، بل دون مبالغة قد تكون سببًا في نهاية رحلتنا بهذه الحياة!

إذن ما الحل؟

الحل بكل بساطة أن نعمل على انتقاء أحاديثنا مع أنفسنا بعناية، فنسمح بمرور كل ما يدعو للتفاؤل والنظرة الإيجابية إلى الحياة، ونصد ونمنع الكلمات السلبية مهما كانت في نظرنا بسيطة!

ولنتذكر دومًا يا صديقي العبارة الشهيرة

‏راقب أفكارك؛ ‏لأنها ستصبح كلمات، ‏راقب كلماتك؛ ‏لأنها ستصبح أفعالًا.

‏راقب أفعالك؛ ‏لأنها ستتحول إلى عادات.

‏راقب عاداتك؛ ‏لأنها ستكون شخصيتك.

‏راقب شخصيتك؛ ‏لأنها ستحدد مصيرك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

جميله والله انا في قمة الاقتناع بانك تناولت م. موضوع لاكنه الأقلام ولكن من باب ذهبي احييك على هذا الأسلوب القصصي الشيق

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نبذة عن الكاتب
مقالات الكاتب الأكثر شعبية
بقلم محمد محمد الملاحي
بقلم محمد محمد الملاحي
بقلم محمد محمد الملاحي