خاطرة "الفقر والغنى".. خواطر اجتماعية

يُعدُّ الفقر والغنى ضمن المفاهيم التي ترتبط بحياة الإنسان، هنا لا أتحدث عن الجانب المادي فقط؛ لأن الغنى والفقر ليسا مجرد حالة من حالات امتلاك المال أو فقدانه، بل إنهما ينبعان من أعماق حالة الإنسان النفسية والاجتماعية والثقافية للفرد، وأن الحياة تتراوح ما بين مفاهيم الثروة المختلفة.

الغنى -في نظر كثيرين- هو امتلاك الثروة بأنواعها: المال والممتلكات والقدرة على التمتع بمرافق الحياة ورفاهيتها. ويترتب على ذلك أن يحصل الغني على الراحة المادية التي تتيح له تركيز طاقته على جوانب أخرى غير الجوانب المعيشية اليومية، ما يجعله يقيم في عالم من الرفاهية التي تجعله في معزل عن هموم الناس العاديين، حيث يفتح له المال أبوابًا عدّة من الترفيه والشعور بالسعادة والطمأنينة.

ومع أنَّ الجميع لا يتفقون على أن المال هو مصدر السعادة الوحيد، فهناك الفقر الأخلاقي الذي يستتر خلف الثراء المادي. قد تصادفك أشخاص ميسورو الحال ماليًا، لكنهم يعانون نقصًا كبيرًا في أخلاقهم أو وعيهم الثقافي، فيبقون فقراء في جوهرهم.. ولا يمكن أن يعوض المال ذلك.

في المقابل، نجد أناسًا دون ثروة مالية ويعيشون بالكفاف وعلى حافة الجوع، ومع ذلك يتفقون لأن لديهم ثروة من الأخلاق والمبادئ الإنسانية ما يجعلهم أغنياء في مجتمعاتهم. يعيشون الحياة ببساطة وتحكمهم القيم، ويتعاملون مع الحياة بتواضع وكرامة.

الفقر، ليس فقط فقدان المال، بل فقدان الفرص.. هو مثل القيد الذي يعزل الفرد عن الوصول إلى مستويات معينة من التعليم أو العناية الصحية أو حتى الترفيه.

إن الفقر يعمّق من هموم الإنسان ويجعل ذهنه محصورًا في تأمين احتياجاته الأساسية من طعام وملبس ومسكن، ما يصعِّب عليه التفكير في قضايا أكبر. الفقراء في أغلب الأحيان لا يملكون الوقت أو القدرة على التفكر في أشياء مثل الثقافة أو التنمية الذاتية أو الإسهام المجتمعي.

هناك من التجارب الإنسانية التي أثبتت أن الفقر يمكن أن يخلق الدوافع القوية لتحقيق النجاح، إذا امتلك صاحبه الرغبة الحقيقية في التغيير.

الحقيقة أن المال ليس العنصر الوحيد الذي يصنع السعادة، بل هو ضمن مجموعة من العوامل النفسية والعاطفية والاجتماعية التي تحقق التوازن الداخلي. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأثرياء من الوحدة والفراغ، أو القلق الدائم على ثرواتهم. فهم يتعرضون إلى تحديات غير مالية، مثل العلاقات الشخصية أو الضغوط المجتمعية. في حين يبقى الفقراء قادرين على بناء علاقات قوية وأكثر دفئًا.

إن الوضع الاقتصادي الحالي جعل الجميع يلهث في محاولة لكسر الحالة التي يعيشها، فالبحث عن حياة كريمة للكل يجب أن يكون هدف المجتمع.

أظن أن الطرفين: الغني والفقير، كلاهما يتحفز للآخر حتى يكسر شوكته، فنحن نعيش حياة متقلبة المزاج فعلًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة