رولان رياض مشوح يوليو 11, 2023, 9:32 ص

خاطرة "الفتاة الشرقية".. خواطر شعرية

ليس في الحرية

سوى مساحة صغيرة لكل امرأة عربية

وأنت تطالبني بألا أصبح كأي فتاة شرقية

بل تأمرني أن أخرج من التقاليد العربية البالية

وأتخلص من الحياة التي تحياها كل فتاة شرقية

تحب وتتمرَّد وتثور

لكن في ستار الإنسانية

ولا تعطي الرجل الشرقي

إلا القليل من الحنية

وترسو سفينتها في بيت الزوجية

من بعدها تتحطَّم لديها

كل الآمال والطموحات الأنثوية

وتنسى أن هناك امرأة أجنبية

تغوي الشرقي بقليل من اللمسات الغربية

تأخذه وتسافر معه

وتتجول وإياه في بلاد الحرية

وما زالت العربية لا تتجاوز الحياة المثالية

من أغاني الحب الرومانسية

وبعض القصص العاطفية

وتقول لي:

انظري بعين الحيادية

لتلك الأجنبية

التي تعطي أي رجل

من العشق والغرام

من غير حساب للكمية

ولا تخضعُ حبها

للموازين العاطفية

بل عندما تحب

تنسى كل الأنانية

والآلام الإنسانية

وفي الحب والعشق

لا تعرف

أي معنى من المعاني الأخلاقية

وتلك القيود التي تنادي بها العربية

يا رجل

اسمعيني بقليل من الروية

قبل أن أعرفك كنتُ فتاة قوية

ينعتونني بالفتاة الشقية

وكان الجميع يتسابقون لإلقاء التحية

في الحب

اتهموني بأنني حبيبة أنانية

دنيتي وجدت للهو والتسلية والحياة الفكاهية

لكن

بعد أن التقيتك

أصبحتُ وأمسيتُ

أول من يسعى لإلقاء التحية

غدوت قتيلة الحياة الجدية

بل

عندما أحببتك

تذوقت طعم الانهزامية

وقعت صريعة الحب الأبدية

فقد غيرت حياتي

وأصبحت بعدك منسية

كنتُ أودُّ أن أحيا حياة هنية

تمنيتُ أن أحظى بقليل من الحنية

أو تعطيني قليلًا

من طرق الحب التي باتت

منسية منذ أيام الجاهلية

وها أنا اليوم

أتساءل

أنا فتاة شقية

أم شرقية

أيُّها الشرقي:

عليك اليوم أن تصغي إليّ

فما تسميه أنتَ

لمسات الحب الغربية

وحبًا لا يخضع للموازين العاطفية

وتلك التي فيها حبها

تمنحك الراحة الهنية

تلك المرأة الأجنبية

وطريقة حبها العاطفية

بالنسبة لي

ليست هي الحرية

ولن أتخلى عن صفاتي العربية

وكما تتهمني

بأنني أختبئ

بستار الإنسانية

نعم أفتخر

بأنني فتاة شرقية

تعيشُ الحب بالطريقة التقليدية

وتزن الحب بالموازين العاطفية

لقد ولدتُ وأنا عربية

وسأموت وأنا فتاة شرقية

محاولاتك لتغيير الهوية

لن تجعلني يومًا

أمتلك غير صفات الفتاة الشرقية.

بقلم رولان رياض مشوح

محامية،ماجستير في العلوم والبحوث السكانية مدربة تنمية بشرية، شاعرة، حاصلة على جائزة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر _ ٢٠١٠ م ، وجائزة مهرجانات بيت الدين _لبنان _ ٢٠١٠ م.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

سامر الحسن الحسن

يوليو 11, 2023, 12:16 م

جيد

أضف ردا