خاطرة "الغرور والمنصب".. خواطر اجتماعية

المنصب يعني درجة يحققها الشخص في مؤسسة أو في مجال ما، ويُعدُّ وسيلة للتمتع بالنفوذ. وعادةً ما يلتصق المنصب بالاحترام والمكانة الاجتماعية، ومع ذلك، هناك جانب مظلم للمنصب قد يغفل عنه البعض، وهو أن يتحول الشخص إلى "مغرور" أو "متعالٍ" على الآخرين بمجرد أن يصل إلى هذا المنصب. وما يترتب على هذا السلوك من تأثيرات سلبية تشمل التفاعلات الاجتماعية والمهنية، بما في ذلك العزلة والندم بعد أن يفقد المنصب.

للأسف، بعض الأشخاص عندما يعتلون المناصب المرموقة، سواء كانوا في العمل أو في المجتمع، تتغير طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم على نحو ملحوظ. بعض الأشخاص يعتقدون أن هذا المنصب يمنحهم الحق في التفاخر والتعالي على الآخرين، حتى على أولئك الذين كانوا زملاءهم أو مرؤوسيهم قبل الوصول إلى المنصب. ويتجلى هذا التغيير في سلوكيات عدة، مثل عدم إلقاء السلام على الآخرين، التحدث عن الناس بطريقة متعالية، دون مراعاة مشاعرهم واحتياجاتهم.

عندما يبدأ الشخص في إظهار الغرور تجاه الآخرين من خلال المنصب، فإن ذلك يؤدي إلى انهيار العلاقات الاجتماعية والمهنية. وهنا، يتجنب الآخرون التعامل مع هذا الشخص أو يصبحون غير قادرين على التواصل معه بفاعلية.

في بيئة العمل، يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى تدهور الأداء العام للمؤسسة، حيث يفقد الأشخاص الثقة في مسؤولهم ويشعرون بالإحباط أو التهميش.

يمكن أن يتحول الشخص المغرور إلى شخص معزول عن محيطه الاجتماعي. مع مرور الوقت، يبتعد عنه أصدقاؤه لأنهم يشعرون بالإهانة أو التقليل من قيمتهم. وهو لا يدري أن لا شيء يدوم، وكذلك المنصب الذي يتمتع به.

وسوف تأتي لحظة يتخلى فيها عن المنصب، سواء بسبب تغيير في الهيكل الإداري أو بسبب ارتكاب أخطاء مهنية أو شخصية. ويبدأ الشخص في مواجهة الواقع المرير، ومن ثم يفقد الاهتمام من الآخرين، ويشعر بالعزلة والندم.

عندما يفقد الشخص منصبه، يبدأ في إدراك حقيقة مهمة، وهي أن العلاقات الإنسانية والتواضع هما ما يمنحان الشخص قيمة حقيقية، وليس المنصب أو السلطة.

وقد يواجه الشخص صعوبة في استعادة العلاقات التي كان قد فقدها بسبب سلوكه المتعالي، حيث يعامله الآخرون بالطريقة نفسها التي كان هو يعاملهم بها في الماضي. بعد فقدان المنصب، قد يشعر الشخص المغرور بالعزلة والخذلان، وعادةً ما يكون ذلك درسًا قاسيًا في التواضع.

قد يسعى لإصلاح علاقاته، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين. فالتعالي والغرور لا يمكن أن يُمحَيا بسهولة؛ بل يحتاج الشخص إلى العمل بجد لتغيير سلوكه واستعادة احترام الآخرين.

في هذا الوقت، قد يتعلم الشخص أن القيادة الحقيقية لا تأتي من سلطة المنصب، بل من القدرة على التعاون مع الآخرين، والتفاهم معهم، وإظهار الاحترام والتقدير لهم.

ليس عيبًا أن تتعامل بأسلوب طيب مع من هم دونك في المنصب؛ لأن القدر وضعهم لتتعامل معهم بما يرضي الله دون انتقاص من مكانتهم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة