خاطرة "العوالم المخفية".. خواطر وجدانية

وما قيمة الأجساد بلا أرواح تسكنها تملؤها وتتملكها، تبث فيها من أثيرها وتحيطها بتلك الهالة التي هي بدرجات متفاوتة، قوية محكمة أو ضعيفة واهنة، بين الألوان متدرجة، مكتملة أو في طور النمو متواصلة متهللة. 

وما هي الأرواح؟ إنها تلك المخفية الأزلية التي هي من أمر الله، لا نكاد نغوص فيها أو نعطيها ماهية، أنظر فقط لقيمتها عندما تصبح الأجساد أعجاز نخل خاوية، نعم عندما تخرج الروح وتغادر وتصعد وترتقي للأعلى لا ندري لها مسكناً أو شكلاً أو رسماً، فقط هكذا نحسها نتلمسها نتواصل معها ونسبر أغوارها . 

الأرواح هي الحقيقة هي الباقية وأما الأجساد فانية. 

لماذا يصورون لنا الأرواح طائرة طافية صافية ككتلة نور متعالية، أليس لأنها فريدة من نوعها وأنها في حقيقتها من عالم آخر، لا نراها رأي العين ولا نعرف لها ملمسًا ولا رائحة، فقط إحساس قوي ونقطة التقاء، بمجرد أن تبصر وتطيل النظر وتصل الخفايا بالنوايا سوف تتصل. إذا كنت فكن كاملاً متكاملاً متوازنًا متناغمًا، نعم إن كنت نصفًا من كل هذه ناقصًا فوضى متطايرة، لا تكاد على روحك تعثر ومعها تتحد، فأنت هنا ما زلت لم تدرك ما معنى الروحانية.

إذا كنت فكن، سوف ترى الوجود كله بك التحق وتحقق ودار يبحث عن مدخل لأجل أن بك يلتحم، لن تكون بعدها ضائعًا تائهًا مبعثرًا، فقط اتصل بالحواس الخمس وزد عليها السادسة إنها التي تدير الأمر برمته، فالأخوات الخمس من دونها لا دور لهن إلا الملموس والمحسوس والمتصل بالأجساد ووفق القوانين الكونية، أما ما عداها فلا تكاد تتربع على عرشه وتسيطر عليه وتهيم به..

إن هذا يحتاج منك جهدًا وفكرًا واعيًا واطلاعًا واسعًا، وأحيانًا رغبة منك فقط في ذلك، بواسطتها تفعل تلك الأزرار المنسية أو تلك المعلومة التي لها أوجه أخرى لم تكن لها مدركًا

إن الضغط على الزر مطولاً يترتب عنه رؤية أسراره، وقد تُدهش عندما تنبثق عنه تلك النوافذ التي تدعوك لتدخل، هكذا هي العوالم الروحية، أطل البقاء في الرؤية والسمع والشم والتذوق واللمس واستقبل الإشارات الواردة، أمعن العمل فيها حتى تتعرف مهامها الأخرى التي تفتح لك ذلك الباب المغلق المتواري عنك وعنهم، بمجرد أن تقابله افتحه فورًا وتقدم واحتفظ بما تلقاه هناك لنفسك، إنه باب مخصص لك وحدك، ولا تقلق لن أسألك عما بداخله لأني عندها أكون أعلم.

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يونيو 9, 2023, 10:13 م

كلام قوي ومعناه عميق

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 9, 2023, 10:27 م

شكرا ❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 9, 2023, 10:33 م

الخاطرة لن تكتمل إلا بهذه الآية الكريمة (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )الآية 85 من سورة الإسراء .

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 10, 2023, 5:02 ص

رائعة 👍👍👍معنى كثير العمق... ❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 10, 2023, 9:02 م

شكراً 👍🏻❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 10, 2023, 10:50 ص

جميله جدا بالتوفيق

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 10, 2023, 9:02 م

شكراً 👍🏻❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 14, 2023, 6:24 م

مقال جميل جدا 👍 موفقة ان شاء الله

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 16, 2023, 2:14 م

شكراً ❤️❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 4, 2023, 12:50 م - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 4, 2023, 9:30 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 4, 2023, 8:10 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:52 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:21 ص - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نبذة عن الكاتب

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+