خاطرة "العربية في خطر".. خواطر أدبية

أزمة ضخمة تهدد وجود اللغة العربية ووجودنا معها، فهل من قاربِ نجاةٍ أخير؟

تعيش اللغة العربية الآن أسوأ وأشنع مراحل تاريخها، وهذه ليست مبالغة للأسف، بل واقع ملموس تشهده هذه اللغة التي مع ضياعها تضيع أحلام أبنائها ممن اجتهدوا ودرسوا وحصلوا على الشهادات العليا ثم علَّقوها على جدران منازلهم لأن سوق العمل في بلداننا العربية لا تفتح بابها إلا لمن يتكلم الإنجليزية!

حتى مدارسنا العربية تُمهِّد لاستبدال هُويتها واعتماد «لغة العصر» (الإنجليزية)، بحجة جمود اللغة العربية وعدم مواكبتها التطورات العلمية والتكنولوجية للعصر الحالي.

ولكن.. هل اللغة العربية جامدة بالفعل؟!

أم أنه افتراء ممن سرقوا أبحاثنا وحضارتنا وطوروها دون الاعتراف بفضل علمنا ولغتنا وعلمائنا على إنجازاتهم، ولماذا نحن في بلاد عربية مضطرون إلى تكلم واستخدام لغة ليست لغتنا وإلا سنواجه البطالة والتهميش؟!

ألسنا عربًا؟!

يتساءل سوريون يحملون شهادات رفيعة تحمَّلوا خطر البحر والبر هربًا من حربٍ أحرقت أحلامهم قبل بيوتٍ تركوها أملًا في حياةٍ تحمل لهم الفرص بتحقيق غايات وأهداف لطالما رغبوا فيها.

لكنَّهم وجدوا أنفسهم مرغمين على إتقان الإنجليزية حتى في بلد عربي كالإمارات مثلًا، وإلا فلن يعملوا في اختصاصاتهم وربما لا يعملون أبدًا، رغم ما قدَّمته الإمارات من احتضان المواهب العربية والسورية ودعمها وكان آخرها الطفلة السورية شام البكور.

ولعلنا وسط هذا التناقض نتساءل، لماذا يصرُّ أرباب الأعمال على إتقان من سيعمل لديهم لغةً أخرى حتى لو كانت كل أعمالهم مع عرب؟

في حين يتركون المواهب تُدفن! أهو نوع من الموضة والعصرنة؟

وقد نكون نحن السبب في مأساة لغتنا وتهميشها، فبدلًا من الإنجاز بالعربية والإصرار على دعمها نتكلم عنها وبها بخجل وكأننا نخجل من جنسياتنا وعروبتنا أو من إنجازاتنا العربية.

رغم ما تحققه البرامج التي تتكلم عن أهمية اللغة العربية من نجاح في وسط كل هذا الزخم من الانجراف في المجتمع والابتعاد عنها، مثل برنامج "لغتنا" على تلفزيون أبو ظبي الذي حقق نجاحًا باهرًا.

وغيره من البرامج التي تُبث عبر المنصات الرقمية، التي تثبت يومًا بعد يوم أهمية الإعلام الرقمي الذي صار يصل إلى كل شخص ودور إدارات هذه المنصات في دعم لغتها وهويتها وتوعية أبنائها لحثِّهم على الإنتاج والإنجاز وإعادة المجد لهذه اللغة التي تمثل وجودنا عربًا وهويتنا، التي أكَّد عليها محمود درويش عندما قال في إحدى قصائده: "سجِّل أنا عربي".

اقرأ أيضًا

-خاطرة "أربعة لا تخنهم".. خواطر وجدانية

-خاطرة"ما تمر به نفسي".. خواطر وجدانية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مارس 15, 2023, 9:04 ص

كلام في غاية الروعة أحببت المقال كثيرا. أتمنى متابعتي في المقالات التي أكتبها

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 6, 2023, 5:39 ص - شيماء دربالي
ديسمبر 4, 2023, 9:30 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 4, 2023, 8:10 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:52 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:21 ص - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 10:23 ص - جوَّك آداب
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 8:34 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 7:32 م - سادين عمار يوسف
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 7:35 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 13, 2023, 12:03 م - سندس إبراهيم أحمد
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 6:51 م - محمود موسى
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 12:25 م - عامر محمود محمد
نوفمبر 12, 2023, 5:58 ص - موبارك حورية
نوفمبر 11, 2023, 8:03 ص - نضال الغفاري فضل السيد
نبذة عن الكاتب