خاطرة "العربية تحتضر".. خواطر وجدانية

العربية لغتنا ونفتخر 

يوجد ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا العربية على نحو مرعب، وهي ظاهرة التفاخر بالتحدُّث بأي لغة أجنبية والحرص على تعلمها وإتقانها على نحو مبالغ به.

الأكثر إزعاجًا في هذا الموضوع، أن من يُطلق عليهم بالرموز والمثقفين هم الذين يتبعون هذه المنهجية، وهذه الظاهرة تركت أوساط الفنانين والرموز لتتفشى في أوساط الناس البسيطة.

أصبحنا الآن نشاهد مثلًا، حوارًا لأحد الفنانين أو لنقل بوصف أدق "أحد المعروفين"؛ لأني لا أؤمن بإطلاق هذا اللقب عليهم؛ لأن الفن رسالته أسمى من هؤلاء، فنجده يتحدَّث نصف حديثه باللغة الإنجليزية لماذا ؟! ألم تتعلم العربية أم أن أصولك أجنبية؟

المؤلم حقًا في هذا الأمر هو نظرة الإعجاب والانبهار التي نراها على وجوه المشاهدين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فأصبحنا نطلق عليهم "ولاد ناس ومثقفين" فقط لأنهم تحدثوا بلغة غير العربية..

حقيقة الأمر أن أي شخص يحاول التحدُّث بلغة غير لغته لإظهار أنه مثقف ومتعلم ومن الطبقات الراقية هو شخص ليس لديه هوية ولا انتماء.. هو شخص فقد عروبته.. هو شخص يحاول تقليد الغرب تقليدًا أعمى.. قلِّد من تشاء ولكن انتقِ ما تقلده.. قلِّد حرصهم على القراءة.. قلِّد كيف ينهضون ويتقدَّمون.. قلِّد حرصهم على أن يكونوا مثقفين حقًا.

هل رأيت شخصًا غير عربي يتحدَّث اللغة العربية بهدف التفاخر وهكذا؟! مستحيل أن تجد لأنهم لديهم هوية وليس لديهم نقص كما يوجد لدينا.

في ختام الأمر، التحدُّث بالإنجليزية ليس مقياسًا لمدى ثقافتك ومدى رُقِيَّك

مقياس رُقِيِّك هو أخلاقك، هو بما يحتويه عقلك من أفكار.

لذلك اترك التشدق باللغات الأجنبية، ولا تجعل لغتك الأصلية تبكي في الزاوية، واعتز بها هي ليست خطيئة ولا جرمًا، بل هي تبكي لأنها تستحق أن تكون في المقدمة؛ فهي لغة القرآن ولغة أهل الجنة، فلماذا كل هذا الضيم والتجاهل.

هذه اللغة أعز وأشرف من أن ينطقها منتسبين للعرب؛ لأنها لغة العزة الذين يفخرون بماضيهم جيدًا، وليست لغة أولئك الذين يهربون من كونهم عربًا، وكون لغتهم الأم اللغة العربية لغة الضاد العزيزة الأبية، فخرنا وعزتنا.

اللهم اجعل قلمي مباركا اينما خط

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 6, 2023, 7:11 ص - لجين منير شاكر
ديسمبر 6, 2023, 5:39 ص - شيماء دربالي
ديسمبر 4, 2023, 12:50 م - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 4, 2023, 9:30 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 4, 2023, 8:10 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:52 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:21 ص - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 7:32 م - سادين عمار يوسف
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نبذة عن الكاتب

اللهم اجعل قلمي مباركا اينما خط