في أحيان كثيرة نحسُّ بالضياع، نلتفتُ إلى الأشياء التي تحيط بنا فلا نراها ولا نحس بها، حتى إن إدراكنا ينكر وجودها، فندخل إلى إحساس مبهم غريب.. نشعر بشيء مختلف ومجرد من المعنى..
إحساس لا يوجد فيه شعور ولا مشاعر، إحساس مملوء بأسئلة كثيرة متناقضة وغير مفهومة، إحساس كأنه فارغ! معدم ومنتهٍ وجاف وقاسٍ ولعين.. وكأنه لعنة! فنسجن في هذا الإحساس غير المفهوم، لا يستطيع قاموس ترجمته، ولا فلاسفة تسرده، ولا شاعر يلقيه، ولا محلل يفسره..
إحساس غامض وغريب وقريب إلى الخيال، فنسكن في مكانٍ لا يناسبنا ولا يحتوينا، ونعيش مع أشخاص لا يفهمونا، ونكون غرباء ونحن في وطننا، نسجن بلا قيود، نعطي بلا مقابل، نسلك طريقًا مسدودًا، وتحيط بنا جدران من النيران، وما بين كل هذا نضيء ونتوه، نفقد الشغف والرغبة، ويحتلنا الفتور والبرود، فنلجأ إلى الهروب والنفور والجلوس مع أنفسنا لنخاطبها، ونترك العالم من حولنا من دون رغبة في الحوار..
نغوص في أعماق مشاعرنا وإحساسنا، نفسرها ونترجمها ونحللها، نفكك كلماتها، نفسر معناها، يا تُرى من أين نبدأ؟ وكيف النجاة! هل هذه هي البداية؟ هل نحن في نقطة الصفر؟ ما هذا الظلام الذي يحيط بنا؟ ما هذه المتاهات والألغاز التي لا تفسير ولا معنى لها؟ ما هذا الجمود الذي يحتل وجودنا؟ ما هذه الوجوه الغريبة والشنيعة؟
ما هذه القلوب القاسية والميِّتة؟ ما هذا الفراغ والضياع؟ إلى متى سنظل لا نجد تفسيرات للغموض والضياع؟ متى سنتحرر من القيود ونهدم الجدران ونطفئ النيران؟ متى ستزدهر مشاعرنا وسيفيق إحساسنا؟
متى سيعود لكلماتنا معنى ولغموضنا تفسيرًا؟ متى سنخرج من الظلمات إلى النور؟ متى ستعود دقات قلوبنا إلى الحياة؟ متى سنجد السلام إلى أرواحنا؟ متى سينتهي زمن العبودية والانتهاك؟ متى سيرفرف علم الحرية والعدالة؟
في يوم ما، ستحصل المعجزات، وسنجد لأسئلتنا جوابًا، ووقتها سندرك ما كان غائبًا عنا في يوم ما، ستكشف الأسرار لنبدأ بشيء لم نكن بحسبانه في الماضي، وستنتهي قصة الضياع والإحساس الغامض.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.