خاطرة "الصداقة كما لم ترها من قبل".. خواطر اجتماعية

أسيء استخدام مفهوم الصداقة في الآونة الأخيرة؛ فأصبحنا نُعدّ كلمة صديق كلمة سهلة جدًا تقال عن أي شخص خرج معنا لمرة واحدة، والتقطنا بعض الصور، ونكتب تحتها عنوان أصدقاء العمر أو أصدقاء إلى الأبد.

وهذا كله أصبح بفضل السوشيال ميديا، أصبحنا نرى صورًا لكثير من الأصدقاء يتفاخرون بصداقاتهم المزيفة في كل مناسبة، ونحن لأننا في كل مرة نسمح للسوشيال ميديا بخداعنا ورغمًا عنا يتداخل هذا إلى عقلنا الصغير، ويبدأ في القول: أنا وحيد، ليس لدي صديق، فتحاول البحث عن صديق لك، وتقابل أول شخص وتخرج معه، وتتناول بعض اللقيمات معه، وتنشر الصور على السوشيال ميديا بعنوان صديقي الذي لم تلده أمي، ثم تبدأ تظهر لك عيوبه الكثيرة، وتعود في حالة من الإحباط مرة أخرى، وتقول يا ليت لم أفعل ذلك!

يا للهراء! للأسف يا أعزائي، جئتُ إليكم لأقول، إن كلمة صديق يجب ألا تعطى لأي شخص، بل يجب أن تعطى لمن يستحقها فعلًا، فالصداقة رابطة عميقة تلتقي روحك بروح صديقك فتألفها فتحبه في الله ويحبك، ولكن عدم الفهم لعلاقة الصداقة وآدابها واحترامها خطأ كبير، بمعنى أنه لديك صديق الآن وأنت تخنقه بمناقشاتك، وتتدخل في حياته على نحو مبالغ فيه، وتريد منه أن يحكي لك كل شيء وأنت تحكي له كل شيء.

هذا خطأ وأنت لم تفهم معنى الصداقة؛ لأنك شخص وصديقك شخص، وكل شخص فيكم له حياته وهواياته ومواهبه، ولذلك يجب عليكم احترام ذلك، واحترام بعضكم البعض، وإعطاء كل شخص الوقت الخاص به، ولا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة له كي تبقى علاقة الصداقة صحية.

علاقة الصداقة الصحية، علاقة نقية تحترم حدود كل شخص فيكم بعدم التعدي على حرية صديقك، فتكون خير العون والصديق لصديقك وأنت كذلك، فإذا حدثت مشكلة وأنت عرفت بعد ذلك وصديقك لم يقل له، أعطه الوقت حتى يجهز نفسه للقول بدلًا من أن تذهب إليه وتوبخه، وتقول له أنت لست صديقي، لم تخبرني عن مشكلاتك، وأنا أشاركك كل شيء، فتنتهي علاقة جميلة بسبب عدم فهمك لآداب الصداقة الصحيحة.

لذلك أقول لأي شخص، إذا حدث لك موقف وابتعدت عن صديقك بسبب مشكلة، فلترسل الآن رسالة له وتعتذر منه، وهذا ليس بضعف، هذا من شيم الشجعان يا أعزائي، وتصالحوا فالدنيا طعمها ليس حلوًا من غير صديق يرافقك في هذه الحياة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

سبتمبر 28, 2023, 8:50 ص

رائع...لقد كتبت مقالة بعنوان" الصداقة الحقيقية." ..اذا اردت المرور عليها و تخبرني برايك فيها اذا اردت ..طاب يومك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبتمبر 30, 2023, 6:02 ص

صراحة المقال متقن أرى أنك اوصلت الفكرة وطريقة تقسيم الموضوع _حذرت وصححت وعلمت _على نحو جيد وبدون تعقيد إستمري في الكتابة أنا اتطلع لروئية المزيد من أعمالك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 9, 2023, 12:59 م - صفاء السماء
ديسمبر 9, 2023, 12:27 م - سلمى العمري محمد
ديسمبر 9, 2023, 11:08 ص - بورغاية رابح
ديسمبر 9, 2023, 9:14 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 9, 2023, 9:02 ص - آية محمد صادق
ديسمبر 8, 2023, 11:38 ص - نور الدين شعبو
ديسمبر 7, 2023, 11:33 ص - حبيبه شريف
ديسمبر 6, 2023, 5:39 ص - شيماء دربالي
ديسمبر 4, 2023, 9:30 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 4, 2023, 7:21 ص - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 3, 2023, 10:41 ص - جوَّك لايف ستايل
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 10:16 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 21, 2023, 6:16 ص - هبه عبد الرحمن سعيد
نوفمبر 20, 2023, 8:36 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 9:28 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نبذة عن الكاتب