إن كنت تظنّ أنني سأقدِّم لك كأسَ السّاسة، وأعرِّفك إلى مهارات القمار في وطننا فأغلق هذا المقال، وفكّر معي هل أنتَ جاهلٌ بها؟ هل هناك من غريب فيما يحصل؟ لا، قطعاً لا.
إذاً، أنا لا أريدك مواطناً، أدخل إلى عقله بيانات وتحديثات لآخر الإصدارات من كتب الوعي والتنمية البشرية! أريدك إنسانًا خالصًا.
أعرني تفكيرك، أريدك أن ترى الحقيقة، أما آن لك أن تعرف ماذا تريد؟ أما آن أن تأتي إليّ بكامل وعيك وثقافتك وامتيازاتك العلمية، وتنظر في أمر أفكار الصحوة؟
أريدك صافي الذهن لا تنصت سوى لقلبك الذي يدلّك على الخير، فإن فقد قدرته على الاختيار فارحل، ليس بين الحق والباطل من قرار لديك..
ولننظرْ معًا إلى ذواتنا، أخبرني هل وجدت ذاتك في عملك؟ أم في أوراقك؟ أم في شخص تحلم أن تكونه؟
هل وصلت إلى ذاتك أم ضعت في الطريق؟ أين أنت الآن من أحلامك وإرادتك وطموحاتك؟ أشغلتك الظروف أم قهرتك؟
القهر لا يدوم، فنفَسُ الطموح طويل، وستصل إن ارتقبت فرصتك للوصول، أمَّا الانشغال فهو أن تتوه عن هدفك وتتوه عن عمرك! فالعمر طريق يا صاحب العقل الزاهي الملوّن. العمر لا يترك سوى أعمالك وراء انقضائه.
فكّر ثانيةً ماذا صنعت؟ هل أحييت قلبًا يومًا ما؟ هل أسعفتَ أمنيات أحدهم؟ هل ركضت لتدفع الشر عن غيرك، وفتحت صدرك عنه للضربة؟ هل سارعت في قضاء أمر لم يكن لك فيه غير الثواب؟ هل استقبلت بابتسامة يتيماً أعياه الفقد؟
اسمع، أنت خيّر بطبعك، وإنسانيّ.. أثق بأنّك فكرت وإن لم تفعل. فجزاؤك حسنة واحدة، والعشرة ذهبت لغيرك..
إنّها الحياة.. تفاصيل صغيرة تقودنا إلى الإنسان داخلنا..
وماذا عن مصالحك وإرادتك؟ أتستحق التضحية بإنسانيّتك؟ بالحب والرأفة والتسامح والمساعدة والطيبة وحسن التعامل والبسمة؟
أفلا يذوب الفرد بالكل ويكون الكل للفرد كسورِ الصين العظيم.. ونكون قومًا أولي بأس لا يقفون على أبواب رضا النفس والمطامع.
لا توافقني الرأي وترحل لتجني المال لأجل اقتناء الهاتف الأكثر تداولاً بين أقرانك.. ولا تشعر بالعجز؛ فأن تختلف يعني أن تشقّ طريقك بين زحاماتهم، وتنجز أمرًا ساميًا كروحك وعقلك المستنير..
لا تكن عاديًّا وحاملاً ترويجيًّا لأفكار الآخرين وأفعالهم وتفاهاتهم. لا تحمل على كاهلك عبء الموضة والأموال التي يجب أن تجمعها لتقترب من المرأة بثقة..
ألا تعرف أنّ المرأة الصالحة تحبّ الإنسان الواعي وكريم الأخلاق؟ عمّن تبحث إذاً؟ عن امرأة ساذجة أم ثروة تقبر ضعف حيلتك وهوانك على الناس؟
أما قرأت يومًا أنّ الشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم الغنى؟ في آية تنظر إلى ثقتنا بالله والحق نظرة اختبار!
فما لنا ممّا ذكرت ولله ميراث السماوات والأرض؟
لِمَ نسعى إلى الملك والملك لله؟
اسمع! كلّ أمر جلل أخذ من صبرك ما أنفده، ومن عزمك ما أكهله، كله كان يستدعي فيك الحاجة لله ورضاه.. فهل أصغيت لهمسات الذكر؟ ورددت "يا الله" بثقة ويقين بأنّه الخير لا محالة؟
ثق بقلبك بعد حوارنا هذا وأدخله في قراراتك القادمة فهو الهادي بإذن الله وهو المرشد والدليل لجادّة الصواب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.