اكتمال برجاس مارس 18, 2023, 8:26 ص

خاطرة "الشغف".. خواطر اجتماعية

الشغف... لا بدَّ أن هذه الكلمة نقرت على شبّاك قواميسك أكثر من مرة فتساءلت عن معناها الحقيقي...

ومن المؤكد أنها صارت اليوم ترفرف كثيرًا أمام عينيك في هذا الفضاء الأزرق كعصفورة ملونة، فظننت أنها جاءت تزيّن أسراب الكلمات التي تهز أوتار القلوب دون أن يخطر لك أن موطنها الأصلي هو القلب، وأنها قادمة من الشغاف الذي يحميه أصلاً فيستمر فيك نبض الحياة... ولو تمعّنت أكثر في المقصود منها لعرفت أن الشغف هو هدية السماء إليك وبصمتك المتفردة، والدرب نحو الحياة التي تحبّها أنت بالذات..

الشغف هو الهدف الذي تستيقظ من نومك لأجله، والدافع الذي تسعى لتحقيقه بكل حب رغم التعب والتضحيات..

شغفك هو الذي يعطي لحياتك قيمة ومعنى فتصبح مغامرة شيقة وليست مكررة وتقليدًا لحياة الآخرين، هو طريقك المقدس، مهما كان الهدف صغيرًا أو عظيمًا، المهم أن يكون له تأثير في حياتك ومن حولك.

ولتعلم أن داخل كل إنسان في هذه الحياة شغف عليه أن يسعى لاكتشافه، ولكي تكتشف شغفك اسأل نفسك ما هو العمل الذي كنت تحبّه في الصغر لكنك أهملته لأن أحدًا أخبرك أن هذا العمل لا يصلح لجني المال؟ وما هو العمل الذي تحب القيام به دون مقابل؟ وبإمكانك أن تساعد الآخرين به بكلّ مهارة واحترافية دون أن تفكر في الأجر؟

حين تكتشف شغفك حاول أن تزيل العوائق من طريقك إليه، تخلّص من الاعتقاد المغروس في عقلك الباطن أن ليس كل الاحلام قابلة للتحقيق... وتذكر قصص الأشخاص الناجحين وإصرارهم على الوصول لأهدافهم رغم الصعوبات الكبيرة أمثال أوبرا وينفري وطه حسين وأبو العلاء المعرّي وغيرهم الكثيرين... ثم انزع من داخلك بذرة الإحباط التي يحاول زرعها رأي الآخرين وموقفهم من اختلافك كأن تحتاج الى المال أو السفر أو العزلة للتركيز على الهدف.

ولا تترك تلك البذرة تنتش وتنمو على حساب صوتك الداخلي فتضعفه أو تميته أحيانًا، ولا تسمح لشبح الخوف من الفشل أن يتسلل الى أعماقك فيطفئ شعلة الحماس فيك ويقودك نحو الطريق الأسهل، وتذكر أن الخطوة الأولى هي الأصعب دومًا وأن طريق الصعود صعب إلا أنه يوصلنا الى القمة التي نرغب، ولا تفسح له المجال أن يستصغر قدراتك ويستهين بها فترضى بمكان غير مناسب لك، أوعمل تمقته يجعل حياتك رتيبةً ومملة..

شغفك هو شمسك الداخلية التي تحتاج الى إيمانك القوي بنفسك وقدراتك، والى جهدك الحثيث كي تشرق فيك وتغمرك بالنور والدفء فتمنحك سعادة مختلفة ورضا عن حياة تشبهك أنت..

استكشف المزيد حول خاطرة خواطر الشغف

بقلم اكتمال برجاس

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة