رحمة أحمد السيد أغسطس 3, 2023, 6:35 م

خاطرة "السحر والسياسة".. خواطر وجدانية

إن القرون الوسطى من أكثر الحقب الزمانية المهتمة بالسحر والتنجيم والسحرة عمومًا. فنجد كثيرًا من ملوك القرون الوسطى يهتمون أما بحظر السحر وكتبه، أو تعلمه رغبة في اتساع حدود مملكته وفرض نفوذه وسيطرته على الممالك المجاورة.

ومنهم #ملك_قشتالة (ليون ألفونسو العاشر) إذ كان من المولعين بالسحر وتعاليمه، فقد أمر بترجمة أكثر الكتب خطرًا في ذلك الوقت لاحتوائها على السحر التعويذي الأسود ككتاب (الملاك رزئيل).

وهو كتاب تعاويذ قبالية مكتوب باللغتين العبرية والآرمية، وقد ترجم للاتينية بعد أمر الملك في القرن الثالث عشر الميلادي، ويوجد عدد من الأساطير التي نسجت بشأنه، مثل أن الكتاب عهد به إلى آدم من قبل الملاك رزئيل، ويذكر عنوان الكتاب نفسه في نص سحري آخر من العصور القديمة المتأخرة أن اسمه (سيف موسى).

وكلها محض أساطير، فيعتقد النقاد التاريخيون أن الكتاب ألفه اليهود الأشكناز الألمان المتصوفون، وكعادة اليهود الكذب وتأليف التاريخ وتزييفه، لذلك نُسج كثير من الأساطير بشأنه ولا يعلم أحد صحة ادعاءاتهم.

وقد عد الكتاب من أشد الكتب خطرًا في ألمانيا بجانب كتاب آخر أكثر شهرة في تلك الحقبة وهو كتاب (بيكاتريكس) أو (غاية الحكمة) الذي ترجم إلى اللاتينية بأمر الملك نفسه ملك قشتالة، وقد ألفه أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي، وهو عالم عربي مسلم من الأندلس، وله عدد من المؤلفات في الفلك والكيمياء والرياضيات وشارك في عدد من المؤلفات الشهيرة العلمية آنذاك، وهو 400 صفحة ويعد من أكبر كتب التنجيم الباطني والسحر التعويذي.

ويروي الكتاب عددًا من الشعائر السرية المتعلقة بكيفية الاستفادة من الطاقات الكونية العظمى لتحقيق قوة لا تصدق، ويحتوي على تعاليم شاملة في السحر وعلم الأعداد والتقاويم الفلكية والعلوم الباطنية المختلفة.

ويوجد كثير من المخطوطات والمؤلفات في القرون الوسطي التي تتحدث عن السحر والسيطرة على الجان.

هل يعزى ذلك للسيطرة الكنسية واضطهاد العلم والعلماء؟ أم أنه يوجد لغز معرفي وأحجية لم نتوصل لها جميعها!

وهل تلك الكتب التي ترجمت للإسبانية واللاتينية تحتوي على علم حقيقي نستطيع الاستفادة منه وتبين حقيقة الخوارق؟ أم هي مؤلفات خيالية؟!

استكشف المزيد حول خاطرة سحر خواطر السياسة

بقلم رحمة أحمد السيد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة