إنها الأفكار كالخيل الجامحة
كلما أردت أن أروضها يتعالى صهيلها
وتتسارع خطواتها كأنها عمر أو حياة خارجة
عن طورها
يزيد عنفوانها، وكلما عقلناها
وبالقيود شددناها، يشتد جنونها وطغيانها.
إنها النفس.
قد طغى خيلها
تريد مني
أن أدخل التراك
وأشترك في سباقها
لقد عاهدتها على السلام
والأمن والأمان
لكنها خيل طاغية في
البراري تطوف كريح انفلتت من مدارها
أو كبحر هائل يريد أن يلتهم اليابسة.
كلما قلت لها اهدئي
تشعلها نار ضارية تلتهم كل شيء
ولا تبقي على شيء، أذكِّرها بعهدنا ووعودنا
وبالخطوط التي قد رسمناها وتعاهدنا ألا نتخطاها
تنظر في تشكيلتها، وقدتها ولن تقعد
حتى أترك لها العنان
ماذا أفعل؟
هل أتركها تذهب
إلى الهاوية؟
إنها قوية واشتدت
على ضعف وخواء من قلب
المرتفعات العالية
فعبثت به الريح فجعلته لا يرى ولا يدرك
حتى أصبح ذكرى هاملة خامدة لا تكاد تدرك
أو تذكر أو ترى ماذا كانت
وكونه مفعمًا وملهمًا
تفيض كأنها نهر من حب
فاض في وادٍ من الحنين
فأنبت حسنًا وجمالًا
قد شرب وارتوى
وراق وارتقى
أردت أن أبني مدينة فاضلة
على أنقاض نظام قبح، يخجل من شدة قبحه
حتى إن القبح والجمال وجهان لعملة واحدة
ولكنهم أضلونا ولم يرونا إلا وجهًا واحدًا
لعملتهم الباطلة التى انهارت
سوف نجد أن لعملتهم وجهًا واحدًا لا يستحي
ولا يكاد يرى الموت والدماء تتدفق
لتسقي وتروي شياطينهم
إن كان جنود الشيطان
وأتباعه اجتهدوا ورسموا خارطة طريق
حتى تمكنوا من الأفكار
وجعلوا الأفكار تهيج وتضطرب كأنها خيول جامحة
ضربها ضرب من الجنون فصارت متمردة
حتى على أهلها.
ماذا أفعل؟
هل أتمسك بها وأحاول ترويضها وأُلجم جماحها.
أم أنسلخ منها
وأتركها في تراك
نهايته الهاوية
أفيقي يا نفس قبل فوات الأوان
كل شيء نسبي.. ليس كل ما نراه حقيقيًّا..
إنما هو نسبي، ولا يوجد من يملك الحقيقة المطلقة..
لأنه لا توجد حقيقة مطلقة
ولا يوجد شيء في المطلق
لكني لن أترك خيلي
تهيم في تراك الهاوية
سوف ألجمها
لجام الحب والحنوِّ عليها
يرافقني كثير من الصبر والصدق
حتى نتخطى زيف الطريق
المؤدية لحافة الهاوية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.