ما زالت تحتويني عاداتي الطفولية.
ما زلت أكلم نفسي أمام المرآة.
أخجل من مواقفي وكلامي.
ما زال الضياع يسكنني.
بين القلب والعقل.
بين كتب الدين وكتب الفلسفة.
في اليقظة والأحلام.
أجدهما.
الخير والشر.
نعم.
الخير هو الذي خُلق معي في رحم أمي.
أما الشر فهو الذي كبر مع عداد عمري.
الخير والشر.
ليت الشر قد سقط كما سقطت البقية مع الحبل السري.
سأعتني بالخير لأننا موقنون من منفعته لنا.
أتفق مع الفيسلوف «برتراند راسل» في هذه المقولة.
وكنتُ أراهما دائمًا هما شخصان لي.
الخير والشر هما مجرد شعور نملكه تجاه الأمر، لكن علينا التفريق بينهما.
أما بالنسبة للديانات السماوية...
فهي رفعت مفهوم الخير إلى مرتبة عليا، وجعلتهُ من صفات وأعمال الله. أما بالنسبة لمفهوم الشر فمع تطور الوعي الإيماني نفى الإنسان فعل الشر عن الله ونسبه إلى الشيطان.
يولد الإنسان حرًّا، ولكن لا يولد شريرًا، وذلك دليل على طفولته التي تتمحور كيفما كان يعيشها، ولكن لا تخلو من الأنانية، فالطفل يعد نفسه محور العالم، ويريد كل شيء لنفسه، ولا يميِّز بين المصلحة الفردية والعامة..
أما عن فعل الشر لدى الطفل فهو كالكذب والخداع والسرقة والأذى، فالسلوكان يتوقفان على مدى التوجيه الذي يتلقاه عن طريق التربية والمحيط العائلي والاجتماعي.
دعونا نستفيد من كتب علم النفس ودراستها قليلًا "النفس الإنسانية وحالاتها المتغيرة".
نجد أن الإنسان في صراع دائم مع ذاته، بين أفعال الخير والشر، وإن دراسة الحالات تؤكد أن لكل سلوك سببًا...
وجميعنا يقول إن ذلك يعود لعوامل عدة (البيئة الاجتماعية- الوراثة- التربية- المحيط الاجتماعي)، فجميعها تحدِّد السلوك، وبما أن الإنسان حرٌّ، فمن الطبيعي أن تتدخل إرادته في أفعاله.
علينا الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي جعلته يفعل الشر، وأيضًا لو فعل الخير فذلك يعود للظروف التي أحاطت به.
جميعنا يعتقد أن الحوادث التي نمر بها كالموت والمرض والفقر، لكل منها أسبابه التي يجب على الإنسان أن يتقبلها، ويعترف بمحدوديته وعدم كماله.
فورد في مقال يومي على صفحات التواصل الاجتماعي عن هذه الظواهر قائلًا بالحرف الواحد:
إنه إذا كان المرض شرًّا فهذا طبيعي نسبةً للأسباب التي ينتج عنها المرض. فالجسد مادة من الممكن أن تُصاب بخلل ما نتيجة ظروف معينة، وكذلك الفقر في العالم ليس لأن مجموعة من الناس كُتب لها أن تولد فقيرة؛ بل لأن أصحاب المال والسلطة حجبوا ثروتهم لخيرهم الذاتي.
أما الموت فهو النهاية الطبيعة لكل كائن على هذه الأرض، ولا يمكنه الاستمرار فيها نظرًا لمحدوديته البشرية.
من السهل جدًّا علينا أن نفرز أعمال الخير والشر، ونفرِّق بين أناس أشرار وأناس أخيار، جميعنا نسلك الخير والشر بطريقةٍ متفاوتة، وعلينا عدم التساهل أو تبرير فعل الشر، بل تجب المحاسبة بهدف أن يكون المسيطر هو الخير، دون الانتقام ممن فعل الشر؛ لأننا إذا رددنا فعل الشر بالشر دخلنا بدوامته الكبرى.
والمحبة هي الشريعة الوحيدة التي تساعد الإنسان على الابتعاد عن فعل الشر.
كل هذا يتطلب منا الوعي والصبر والحب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.