خاطرة «الحقيقة الشخصية».. خواطر فلسفية

الحقيقة الشخصية هي كل ما يمثل لك، وما جوهرك الحر. لكل منا جميعًا حقيقته الشخصية، وجميعنا يحياها سواء أردنا ذلك أم لم نرد.

وربما كانت حقيقتك الشخصية إيجابية دقيقة صادقة، وربما كانت "حُطامًا" لمجموعة من سوء الظنون الناتجة عن تاريخ طويل من تعرُّضك للخوف أو الألم أو التشتت والارتباك.

والاحتمال الأكبر أنها مزيجٌ من كل ذلك، حتى تستطيع اكتشاف المكان الذي تُريد الذهاب إليه وتجد طريقًا للذهاب؛ عليك أن تعرف أولًا -وبالتحديد - إلى أين أنت مُتجه. إن موضعك هو أين أنت الآن.

كل ما تفعله يبدأ بما أُسميه الحقيقة الشخصية. أنا أقصد بتعبير الحقيقة الشخصية، كل ما يمثل لك وبصورة مطلقة، وما خلاصة جوهرك الحر.

وهذه الحقيقة الشخصية في غاية الأهمية؛ لأنك إن آمنت بها وكانت واقعية حقيقية بالنسبة لك، فإنها ستمثل لك الواقع الدقيق الذي تحياه كل يوم.

إن المرء لا يمكنه الهروب من حقيقته الشخصية؛ لأنه مهما حاول فإنها تتغلب عليه في النهاية، ولذلك لا بد أن تظهر حقيقتك الشخصية تلك، وأن تتخلص من كل الشكوك بشأنها والتشويشات فيها.

ووظيفتي ووظيفتك ووظيفتنا جميعًا أن نكون واقعيين صادقين بشأن تلك الأجزاء بما نعتقد أنه موجود لدينا وغير مفيد لنا.

وفي تفكيري البسيط فإن كيانك في هذا العالم وما تصبح عليه ينتج في النهاية عن تلك الحقيقة الشخصية.

إنني الآن سأعترف بأنني -نحو نصف الوقت- لا أعرف ما يعنيه (الخبراء) الذين يتحدثون ويكتبون عن حياتنا كوننا بشرًا عندما يلقون بكلمات مثل "الوعي بالذات" و"الذات الداخلية" و"تحقيق الذات"، وكون المرء "متمركز" حول ذاته، وغير ذلك من الكلمات الطنانة التي يخترعونها حتى يبدون بها أذكياء.

إن كثيرًا من تلك الكلمات -وأنا آسف لذلك- يُثير خيال البسطاء من الناس ويُعقد تفكيرهم. وسنتناول في المقال التالي الحديث عن الذات الحقيقية والذات الكاذبة.

أما الآن كل ما أطلبه منك هو أن تُدرك أن لديك "ذات" واحدة فقط، ولكن تلك الذات تتلوَّن بألوان العواطف التي فرضها عليك تاريخ حياتك وبيئتك التي تعيش فيها.

إن تصورك لذاتك يتأرجح بين صورة صادقة الذات (وهي الحالة التي خلقت لتكونها) على أحد الجوانب، وصورة مشتتة وغير صادقة الذات (وهي الحالة التي يطلب منك العالم أن تكونها)على الجانب الآخر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة