خاطرة "الحظ والحياة".. خواطر وجدانية

في حياة الإنسان كثير من العثرات وكثير من القفزات، وأحيانًا يبتسم الحظ أو كما نسميه التوفيق من الله، وأحيانًا يتعثر وتُغلق الأبواب ويظن أنها النهاية، في حين تجد أن الخير في ذلك الغلق الذي فُتح، فربما باب جديد فيه آفاق وخير أكثر من ذلك الباب الذي أغلق.

بعد أن وصلت سن سبع وعشرين، وبعد تخرجي من الجامعة، كنت في حيرة من أمري وأصبحت بين نارين، الأولى هي أنني أريد أن أُوظف وأحصل على مرتب كي أبدأ في حصد ثمرة ما درست، والثانية أنني أعرف أن الوظيفة لا تغني، ولن تصبح غنيًا بها، وأفكر في التجارة التي هي أساس الغنى.

عندها ترجح لي أن أدخل التجارة، واستدنت لأنني لا أملك مالًا، وأصبحت أتعلم التجارة وأبيع وأشتري وهكذا. وأنا في هذه الحال عدة سنوات. وأحيانًا أعمل عملًا شاقًا لكي أتحصل على مال أتاجر به، بعد هذه السنين خسرت كل شيء ورجعت إلى الصفر، وتعب عقلي ونفسيتي وأصابني الإحباط والكآبة.

بعد قناعتي وإخباري لنفسي أنني لست تاجرًا حاذقًا ولا أفهم في هذا العلم شيئًا، أصبحت أبحث عن حلول؛ فالعمر تقدم، والرصيد معدوم، فإلى أين المفر؟!

ويا لها من مصيبة.. قررت أن أجد أي عمل بشهادتي الجامعية. وبينما أنا أضع ملفي هنا وهناك، وجدت فرصة عمل، وفرحت بها، وأسرعت لتقديم كافة أوراقي. واستقبلني صاحب المؤسسة. وعملت معهم أربعة أيام وأنا فرح، ولكنني لم أكن متمرسًا جيدًا. وإذ بالمؤسسة تجد شخصًا آخر له خبرة، ويفكرون أن يخرجوني منها.

في اليوم الخامس بعث لي المدير مفتشًا كالعادة بدون سابق إنذار ولا في الحسبان، فنظر إلي وسألني بعض الأسئلة، وقال لي: أكمل عملك.

عندما قارب دوام ذلك اليوم على الانتهاء استدعاني المدير، وأنا أسأل نفسي ولا أعرف ماذا يجري، دخلت عليه وقلت السلام عليكم. رد عليَّ السلام، واسترسل في الحديث أن عليَّ أن أستقيل لأنني لا أملك الخبرة، وأن أسامحه على ذلك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة