بعد تسريحي من العمل والخيبة الكبيرة التي أصابتني، لم أستطع أن أفعل شيئًا سوى التفكير العميق والذهول وعدم التركيز وكأنني سكران، وأقول لنفسي: لماذا كل هذه الخيبات وكل هذه الانتكاسات؟ ماذا أفعل يا ترى؟! هل هي النهاية؟! أم ماذا؟! وأقول لنفسي: هل يتحسن حالي؟ وأرجع سريعًا في رأيي، وأقول: لو حصلت على عمل فسأفشل، ولو عملت في التجارة سأخسر!
وجاءت أخيرًا لحظة إدراك لكي أنهض من هذا الكابوس الحقيقي؛ فالناس ترى الكوابيس في الأحلام، وأنا أراها في اليقظة، وذلك بفضل الدعاء المستمر لله. أقول دائمًا: "أنت يا رب أقوى من كل قوي وأغنى من كل غني، وليس لي سواك، وإن لم توفقني وتصلح حالي سأهلك."
نصحني صديق لي بمتابعة الدراسة، وعلى الرغم من معارضتي لهذا الرأي فقد وافقت وبدأت أتابع دراستي. فسبحان الله، تيسرت الأمور وحصلت على شهادة أقوى، وأصبحت أطمح إلى أن أكمل دراستي وأدرس في الجامعة يومًا ما.
من جهة أخرى، وكعادتي، أتابع بعض المقاطع القصيرة، إذ وجدت فيديو تحفيزي جذبني كثيرًا، يتحدث عن أسباب الفشل في المشروعات والتجارة. ولعلَّ ما لفت انتباهي هو حديثه عن كثير من الناجحين، أو كلهم تقريبًا، إذ فشلوا وفشلوا، ولكنهم لم يستسلموا، بل صمدوا أمام كل المعيقات والمشكلات، وكان كل همهم رؤية الهدف وكأنه يتحقق. وفعلًا، بعد سنين وبإصرارهم وعصاميتهم، حققوا ما كانوا يصبون إليه.
أصبحت أقرأ الكتب، وأنا متعجب من نفسي كيف تغيَّرت، وكلما قرأت كتابًا مثل "أسرار عقلية المليونير"، "فكّر لتزداد ثراءً"، "الأب الغني والأب الفقير"، "العادات الذرية"... وغيرها الكثير، أصبحت -يا سبحان الله- أسخر من نفسي قائلًا: لقد عرفت لماذا لم أنجح، ولماذا لم أوفق، وهو لقلة اطلاعي، وقلة خبراتي، وعدم تركيزي على هدف واحد.
بدأت، والحمد لله، الأمور تتحسن شيئًا فشيئًا، وأحيانًا أقول: لولا نعمة طرد المدير لي، لما وصلت إلى ما وصلت إليه الآن.
إنها لحظة إدراك وفهم للحديث الشريف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له."
أنً هذا النمط من التفكير لهو أمر باعث على مفعم الأمل... أحسنت.
جميله ... وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم...حياة الإنسان كلها صبر ومثابرة....احسنت❤️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.