يعاني معظم شعوب العالم من المخدرات وآثارها المدمرة، ولهذا تعمل على محاربتها بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة من أجل الحد من انتشارها والتقليل منها داخل مجتمعاتها، وإلى الآن لم تستطع أي من دول العالم مهما كانت قدرتها وقوتها القضاء على المخدرات بصورة نهائية، رغم كل الجهود المبذولة والحروب والمعارك الضاربة مع التجار والمروجين.
انتشرت في وطننا العربي المخدرات بصورة كبيرة وأصبحت مصدر قلق للجميع، فكل يوم يشهد زيادة في أعداد المدمنين والمخدرات، وتضخمت الأرقام الصادمة لأعدادهم.
فيما تعج الأخبار بصنوف وأنواع المخدرات المضبوطة التي لم نكن نسمع بها، ولم يكن في الحسبان دخولها إلى أراضينا وانتشارها بهذه الصورة.
ضخامة وأنواع وكميات ما يُضبط، يجعلنا نتساءل عن حجم وكمية المخدرات المهربة دون أن نعلم بها، وهو ما جعل الجميع يستشعر الخطر.
لذا نجد أنه كان لا بد من قيام الحملات والإرشادات، لخطورة الوضع، إذ لا يخفى على العيان الجهود المبذولة من قبل الجهات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تنشط هذه الأيام من أجل توعية الشباب والناس عمومًا بخطورة المخدرات، وتحذر الجميع منها، عبر الحملات الإعلامية المختلفة.
هو مجهود مقدر وتشكر عليه تلك الجهات بمختلف مسمياتها، فهي قد رفعت مستوى الوعي داخل المجتمع العربي، وأصبح عدد كبير من الناس يعي خطورة المخدرات، ولكن هل ينتهي الأمر هنا بأن نقوم بحملات التوعية والتثقيف فقط؟
إن محاربة المخدرات تحتاج إلى كثير من العمل والجهد على الأصعدة كافة، منها الأمني، الذي يتمثل في تكوين أجهزة أمنية ذات كفاءة عالية تستطيع محاربة تجارها الذين لديهم إمكانيات كبيرة في التهريب والترويج.
فيما يمثل العمل على المجتمع والشباب نفسهم أفضل طريقة لمكافحة المخدرات، من خلال تأسيس بيئة اجتماعية صلبة وقاعدة يرتكز عليها الشباب.
هي تفعيل العمل الثقافي والرياضي الموسع، حتى تفوت الفرصة على التجار والمروجين، فمن المعلوم أن اللجوء للمخدرات ناتج عن الحالة التي يعيشها الشاب أو المدمن، التي تنتج من عدة أسباب، أهمها الفراغ والبطالة والفقر.
فكلما وُجدت خيارات متعددة بديلة للشباب، من أنشطة ثقافية موسيقية وفنية وأنشطة رياضية بمختلف ضروبها، كلما كانت فرصهم في الابتعاد عن المخدرات أكبر، ولذا لا بد أن تنشط وزارتا الثقافة والشباب والرياضة في الأمر، لأنهما معنيان بذلك.
ففي الفترات السابقة أصبح دور هاتين الوزارتين قليلًا، لا يتعدى المهام المكتبية، الشيء الذي تسبب بفراغ كبير لدى معظم الشباب، الذين لا يجدون الفرص المناسبة ولا الأماكن.
لتفجير طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية بعد توقف المراكز الثقافية والأندية في الأحياء والقرى، ما يجعلهم صيدًا سهلًا للمروجين.
توقفت جميع المراكز الرياضية والثقافية في الأحياء والمدن، حتى أصبحت المسارح خرابات، والميادين الرياضية مرتعًا لبيع وتناول المخدرات.
فلم تعد توجد أي أنشطة وفعاليات تجمع وتحمس الشباب، وتجعلهم ينصرفون عن الأنشطة السلبية والممارسات الخاطئة، لذلك لا بد أن تُفعل وتُدعم الأنشطة الرياضية والثقافية.
مع تنظيم الدورات والمهرجانات للشباب في جميع القرى والأحياء الصغيرة، حتى تجد تلك الفئات العمرية متنفسًا لطاقاتهم، وبث روح التنافس والجماعية التي تتمثل في المشاركة والتنافس.
مارس 29, 2023, 6:39 ص
مقال ممتاز لامس -بشكل كبير- جوهر المشكلة التي يعاني منها معظم شبابنا حفظهم الله ... وطرح حلولا واقعية لابد للدولة أن تتخذ الإجراءات اللازمة للحد من خطورة هذا الطاعون
ابداع كبير من الكاتب وأظنه وفق في تناول هذه المشكلة وطرحها بل وإيجاد الحلول المناسبة لها
مارس 29, 2023, 6:41 ص
مقال ممتاز لامس -بشكل كبير- جوهر المشكلة التي يعاني منها معظم شبابنا حفظهم الله ... وطرح حلولا واقعية لابد للدولة أن تتخذ الإجراءات اللازمة للحد من خطورة هذا الطاعون
ابداع كبير من الكاتب وأظنه وفق في تناول هذه المشكلة وطرحها بل وإيجاد الحلول المناسبة لها
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.