ستظل الأسرة محور الأحاديث المهمة والمؤثرة في حياة العالم كله، فهي محضن الجميع من رجال ونساء وأطفال، وهي بانية أو هادمة علاقات الجوار المجتمعي، وهي كذلك تبني أو تهدم التماسك السلمي المجتمعي.
وسيظل الاقتصاد عصب الحياة والمؤثر الأول الفعال في حياة البشر. فالمال والعمل والادخار والابتكار والإنفاق والكسب مصطلحات كل يوم كالماء والهواء.
ولأن لكل أسرة موازنة أو ميزانية خاصة فإنه من الممكن ملاحظة هذه العلاقة بين انتظام حياة الأسرة وسير التخطيط والإنفاق اليومي والشهري والسنوي للأسرة.
اقرأ أيضًا: ببساطة.. ما هو الاقتصاد العصبيّ وكيف يؤثّر على صناعة قراراتنا؟
في البداية نحتاج للتذكير بأهمية كون الرجل والمرأة متقاربين في فهم طبيعة الحياة ودورهم فيها، وأنهم ما كونوا هذه الأسرة إلا لإضافة نوعية للحياة بإنتاج جيل جديد يطور العالم ويجعله أفضل علميًا وعمليًا. فإذا ما تأكدنا من هذا الجانب فسنكون مضطرين آسفين للضغط على الطرفين كليهما لتحمُّل بعض الشيء للتقارب في الفهم.
ثم التطبيق لما يسمى باقتصاديات الأسرة، وهو مصطلح يشمل الدخل ومصادره المتعددة وكيف يمكن للزوجين معًا إضافة مصادر أخرى للدخل في عصرنا الحاضر، والأهم من هذا هو اتفاقهم أو تقارب فهمهم حول الإنفاق. وما أدراك ما الإنفاق! مشكلة كل يوم، والعامل المشترك الأكبر في مشكلات الناس.
وهنا يأتي الحب الذي صدرنا به عنوان المقال. فإن المصلحين الاجتماعيين قد اتفقوا كلهم أو جلهم على أن وجود الحب بين الزوجين يجعل حل المشكلات أسهل، وتقريب وجهات النظر أسرع. ولا نزال نطلع كل يوم على إحصائيات تفكك الأسر بسبب المشكلات المالية التي هي داخلة تحت تأثير عنوان المقال اليوم، وهو أن غياب الحب يسبب غياب التفاهم، ويسبب الخلاف الكبير في نظريات الإنفاق والادخار، فيسبب خرابًا اقتصاديًا ومصائب أخرى.
وأنا شخصيًّا قد حضرت العشرات من مجالس الصلح طيلة حياتي بصفتي عنصرًا من عناصر لجان الصلح المنتشرة في بلادنا العربية، والتي لا يزال لها عمل اجتماعي مهم حتى اليوم. وقد لاحظت أن الحب يجعل من الدخل البسيط ثروة، وأنه يقلل شهوة المرأة في الشراء والاقتناء، حيث تكون أكثر رحمة لزوجها واحترامًا لدخله المتواضع.
وإن كانت هي ذات مال ودخل فإنها تكون معطاءة ومعاونة له على نحو كبير، ويزيد الحب؛ فتزيد التفاهمات والتفكير في مستقبل أكثر ازدهارًا للأسرة، فينتج أبوابًا جديدة لزيادة الدخل وأفكارًا لا تنمو إلا في جو المحبة والهدوء والسكينة التي يفتقدها كثير مع الأسف الشديد.
إن الحب اليوم عامل مهم يجب أن نسعى لإيجاده بطرائق شتى؛ ففيه سعادة وراحة وغنى واستقرار، وسيكون هذا الجو من الحب دافعًا للأبناء ليتعاونوا مع والديهم في توفير أكثر للنفقات الزائدة، ومنع التبذير والإسراف المشاهد عند كثير من الشباب والفتيات اليوم.
اقرأ أيضًا: الاقتصاد البنفسجي.. ربطٌ بين الاقتصاد والثقافة المجتمعية
إن مشروعات الأسر المنتجة التي ملأت مجتمعاتنا العربية منذ سنوات تحتاج لمحض من الحب كي تنتج الأسر أي نوع من المنتجات المفيدة للمجتمع التي تعود بالنفع الاقتصادي على الأسرة، ويشترك الجميع داخل الأسرة فيها بالعمل والإنتاج.
إنني أكتب هذا وكلي أمل في أن يحافظ الجميع على الحب داخل الأسرة، فله نتائج عاطفية واجتماعية واقتصادية، وهو سبب بناء مستقبل أجمل وأفضل لكل أفراد الأسرة. ويُعتصر القلب ألمًا بسبب تلك البيوت التي حُرمت الحب بسبب الزوج أو الزوجة، فخسرت كثيرًا جدًا، وكانت خسارتهم ماديًّا ومعنويًّا.. دمتم بخير.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.