في عالمنا اليوم، يبدو أن الجمال أصبح سلعةً قابلةً للتعديل كأي منتج في السوق. من وجهة نظر بعض الناس، ليس الجمال الطبيعي سوى خيارٍ ضعيف في ظل توافر عدد من العمليات التجميلية التي تحوِّلنا إلى نسخٍ مثالية عن أنفسنا! نعم، يمكننا أن نكون نسخةً محسَّنةً وأكثر إشراقًا، حيث كل شيءٍ قابلٌ للنفخ والشفط والشد.
أصبحنا نعيش في زمنٍ لا تُحكم فيه مقاييس الجمال على الطبيعة، بل على كمٍّ من المواد الكيميائية والآلات مُرِّرَت على أجسادنا. ومن يقول إن الجمال الحقيقي يكمن في البساطة؟ ربما كانت هذه المقولة صادقةً منذ قرنٍ مضى، أما اليوم، فكل شيءٍ يتم "تعزيزه" ليصبح أجمل. فالرموش لم تعُد مجرد شعيرات، بل أصبحت سلاسل من الألياف التي تُركَّب على الجفن لتمثل إطارًا لمشاعرنا كما إطار الصورة.
ثم يأتي دور الشعر! نعم، الشعر الذي أصبح كالفسيفساء، يجمع بين الخيوط الطبيعية والاصطناعية ليظهر بمظهرٍ فارع، وكأن كل خصلةٍ فيه قد خضعت لنظامٍ غذائي خاص. ليس هذا فحسب، بل إن المؤخرة أيضًا حصلت على نصيبها من هذا التطوير التكنولوجي. قد نكون في عصرٍ حيث يمكننا شراء جاذبية المؤخرة كما لو كانت حقيبة يدٍ جديدة! فتخيلوا أن نعيش في عالمٍ حيث "الشفط" أصبح خطوةً أساسيةً للحصول على جسمٍ مثالي؛ كلما قلتِ "لا أحبني كما أنا"، ابتسمت الأخصائية وقالت: "ليس هناك مشكلة، سنُصلح الأمر!"
وفي النهاية، يجب أن نقول إن موضة التجميل هذه تتعامل مع أجسادنا وكأنها لوحةٌ قابلةٌ لإعادة الرسم والتعديل، فلا بأس في أن يكون للشفاه حجمٌ زائدٌ عن الطبيعي أو للأنف شكلٌ منحوت كتمثالٍ في متحف. لأن الأهم الآن هو "الإطلالة"، التي تكاد تكون أكثر أهميةً من الشخصية نفسها. لكن من يدري؟ ربما في المستقبل، سنتمكن من الحصول على "شخصيةٍ جديدة" أيضًا.
وختامًا، لو كانت عمليات التجميل هي الجواب للجمال، فما رأيكم في أن أبدأ بحجز موعدٍ لرفع روحي المعنوية؟!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.