مريم ضياء مختار مايو 13, 2023, 5:24 م

خاطرة "التنمر كالحرب قد يصيب نفسا فيقتلها".. خواطر اجتماعية

إن التنمر آفة اجتماعية خطرة وسلوك شائع بين المجتمعات، سواء أكان طفلاً أم مراهقًا أم بعلاً كبيرًا، فإن المستويات جميعها خاضت تجاربًا لاذعة مع آفة التنمر.

كلُ شخصٍ منا يمتلك شكلاً مميزًا عن غيره، ولا يوجد ما يسمى إنسان قبيح، لكلٍ منا ملامح ترسم هيئته، وربنا الواحد وضع لكلٍ منا بصمةً تميزه.

وإن بلا شك قد يكون المتنمر نفسه أحد ضحايا التنمر! فهنا تكمن المشكلة ليس من تعرض للتنمر هو فقط ضحية، بل يوجد عدد من المتنمرين هم أيضًا ضحايا، وأنا هنا لا أدافعُ عن المتنمر بل أوضِّح حقيقة الأمر الذي قد يبدو للبعض غير واضح أو لا يعرفونه.

بل المشكلة التي هي الأكبر من ذلك، أنه يوجد من يقع ضحية للتنمر ممن يشترك معهم بدم واحد وهي أسرهم، التي من المفترض أن يحسنوا معاملتهم، وأن يكونوا الداعم الأكبر لهم حتى وإن لم يمتلكوا جمالاً، فالجمال كما يُقال جمال الروح، فلا فائدة بجمال وجه دون جمال أخلاق.

ونستوقف لحظة عند هذه النقطة هل هم من شكلوا نفسهم؟ أليس كل خلق الله جميل؟! يا من تتنمرون على خلق الله وتؤذون الغير بكلمة واحدة قد تقتل روحًا بريئة، أو تكون سببًا في انتحار أحدهم، ألم تفكروا بعمق ذلك الأذى الذي من الممكن أن يكون نفسيًّا وينمو ذلك الجرح ليصبح جسديًّا؟!

فها هي الطفلة رودينا جثة هامدة ضحية للتنمر، بعد تعرُّضها لكلمات كانت أضعف من أن تصمد أمامها، انهال عليها العديد من السخرية والاستهزاء بشكلها من قبل زملائها في المدرسة، الذي أدَّى بها إلى دخولها في حالة انهيار عصبي ومن ثم إصابتها بأزمة قلبية حادة، وماذا بعد؟! سقطت جثة هامدة بأوجاعها.

فلا بد من وجود برامج للتوعية بهذه الآفة ومكافحتها داخل المدارس، وإعادة تأهيل الأطفال عبر برامج تُعلِّم طريقة التعامل مع المجتمع وخصيصًا الأطفال، وتعليمهم المهارات الاجتماعية الناجحة لمحاربة وباء التنمر؛ فالوباء كالحروب قد تصيب نفسًا فتقتلها، ويبقى السؤال الأهم هنا أين دور الأسرة في تعديل سلوك أطفالهم؟

بقلم مريم ضياء مختار

أكتب العديد من القصص القصيرة والخواطر وأقوم بنشر بعضها على مواقع التواصل الاجتماعي وقد حظيت بفرصة لنشر قصتي على موقع الكتروني

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

زهرة الامل

مايو 13, 2023, 7:14 م

🌷وضعت يدك على جرح الملايين من الناس..موضوع جد حساس يستوجب الوقوف عنده فعلا..أحسنت أختي👍أدعوكي لقراءة كتاباتي ان أمكن🌷

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مريم ضياء مختار

مايو 14, 2023, 5:28 ص

شكرا لك

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة