اتصلت بصديق لي أواسيه بسبب إصابته بسرطان البروستاتا ، وقد استؤصلت لإصابتها بالسرطان، وإن السرطان قد انتشر إلى القولون فاقتطع الجزء المصاب منه، وذكرَ لي أن كلًّا من فلان وفلان أصيبوا كذلك بسرطان البروستاتا، ونصحني أن أجري فحصًا للتحقق من السلامة قبل فوات الأوان فيما إذا كانت البروستاتا مصابة.
كنت أعاني احتقانًا في البروستاتا ومتهيئًا للذهاب للاختصاصي للتحقق من وضعي، وبعد أن أجريت تحليلًا للإدرار ظهرت بعض الخلايا الدموية مع الرمل، ولما اطلعت على أعراض الإصابة بسرطان البروستاتا تبين أنّها: صعوبة بدء التبول، ضعف أو توقف تدفق البول، كثرة التبول خاصة في الليل، صعوبة في إفراغ المثانة، ألم أو حرقة في أثناء التبول، دم في البول أو السائل المنوي، ألم في أسفل الظهر الوركين أو الحوض، القذف المؤلم.
معظم هذه الأعراض ليست عندي، لكن ظهور دم في البول أقلقني، ذهبت إلى الطبيب المختص بجراحة البروستاتا، وجلست في غرفة الانتظار، ووجدت ثلاثة أشخاص قبلي، وعندما حان دوري دخلت إلى الطبيب، قدمت له التحليل وسألني عن شكواي والأعراض التي أشكو منها، ثم سألني هل عملت تحليل (psa)؟ وقال: إن هذا التحليل في الدول الأوروبية إلزاميٌّ للرِّجال بعد بلوغ سن معينة،
وعليهم إجراؤه كل 6 أشهر؛ لمعالجة السرطان في بدايته وقبل انتشاره في الجسم. أجبته: كلا لم أجريه، لكني أجريته قبل عدة سنوات، فأخرج إحدى الأوراق وطلب إجراء تحليل الـ(psa)، قائلًا: أجرِ هذا التحليل عند أي مختبر قريب من العيادة، وقال إن الرقم 4 يكون الحد الفاصل، فأعلى من 4 دلالة على الإصابة وأقل منها دلالة على انعدام إصابة، يوجد مختبر ملاصق للعيادة وفي البناية نفسها، طرقت الباب ودخلت إلى المختبر، ثم دفعت مبلغ التحليل نحو 25 ألف دينار.
جلست على كرسي سحب الدم، وسُحب بعض الدم لغرض التحليل، ثم انتقلت بعد ذلك إلى غرفة الانتظار، وجلست بانتظار النتيجة التي تستغرق 40 دقيقة تقريبًا، وكنت أشاهد العاملين في المختبر ينتقلون من جهاز إلى جهاز، وأحسست أن دقات قلبي تزداد، والتجأت إلى ربي فاستغفرت وتلوت الآيات القرآنية وكررتها عدة مرات، متوسلًا إلى ربي أن يرزقني النجاة، مرت الدقائق ثقالًا.
هي أرقام ممكن أن يكون الرقم 5 أو 7 حينها لا بد من حجز موعد لإجراء عملية ومشكلات ما بعد العملية، وقد يكون مرض السرطان منتشرًا في الجسم -لا سمح الله- ونضطر إلى الكيمياوي، فالموت براحة أفضل من حياة معلولة نهايتها الموت كذلك، وقد يكون رالقم 3 أو 1 ويعني النجاة من السرطان اللعين، وحياة مطمئنة من شر السرطان.
نتيجة التحليل تضع حدًّا فاصلًا بين الحياة والموت، فهل يلومني أحد على التجائي إلى الله؟ ومن لنا في الشدائد غيره. مرّت قرابة 40 دقيقة وكأنها 40 يومًا، ثم جاءت نتيجة التحليل (0.5) وهذا يعني أن التحليل نظيف وأنه لا توجد إصابة في غدة البروستاتا، وهذه بشرى تدعو للاطمئنان وشكر الله على فضله ونعمته لأنه كتب لي السلامة.
وبهذه المناسبة وددت أن أنقل ما حصل معي لزملائي وإخوتي جميعًا؛ كي يلتزموا بإجراء الفحوص كل 6 أشهر من أجل التخلص من سرطان البروستاتا إن أصيبوا به -لا سمح الله- ومنع انتشاره بالجسم، وفقدان السيطرة عليه، وإني أدعو لهم الله جل جلاله أن يجنبهم هذا الداء، إنه سميع مجيب الدعاء.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.