خاطرة «البحر».. خواطر وجدانية

ماذا يمثل لك البحر؟ وهل تستمتع به ليلًا أم نهارًا؟ سؤال خطر في بالي وأنا جالسة على الشاطئ منتصف الليل، مستمتعة بصوت الأمواج والموسيقى ومنظر البحر الخلاب، ورائحة اليود تختلط برائحة الشيشة.

ماذا يمثل البحر لك؟

أرى من وجهة نظري أن البحر يشبه عددًا من نماذج الأصدقاء الذين نتعامل معهم، نحبهم ونستمتع كثيرًا بالحديث معهم ورؤيتهم، لكننا في الوقت نفسه نخشى من غدرهم بنا.

البحر هو الدنيا الواسعة التي نعيشها، فهي تارة هادئة وجميلة، وتارة أخرى نخاف منها ونتساءل متى ستغدر بنا؟

أعتقدُ أن البحر هو الصديق الوحيد الذي تستطيع أن ترمي جميع أسرارك، فهو البئر الذي لا يبوح بأسرارك لأحد، ولا يتحدث عنك بسوء أمام الآخرين، ولن يتخابث عليك، ولا يتخذ كلامك ضدك.

هل البحر غدار؟

من وجهة نظري المتواضعة فإن صفة الغدر لا ينبغي أن تقال إلا عن بعض البشر، أما البحر فلا، والسبب في ذلك أن البحر لا يتصرَّف من نفسه فهو مجرد كائن ينفذ أوامر خالقه العظيم دون تفكير، بعكس البشر الذين أعطاهم الله العقل وهداهم النجدين ومع هذا يخالفون الأوامر الإلهية، البحر لا يبيع أصدقاءه كما يفعل بعض البشر في زماننا هذا للأسف.

البحر يمنحنا المتعة والخيرات دون معايرتنا بما أعطانا، البحر لا يختار الأشخاص على حسب أشكالهم ولا أموالهم، فهو يعامل الجميع بالطريقة نفسها.

والآن هل ما زلت ترى أن البحر غدار؟ أعتقد إذا فكرت بنفس طريقتي فستعرف أن البحر هو كائن جميل في كل الأوقات، وهو أعظم ما خلق البديع.

أما عن سؤالي ماذا يمثل البحر لك، فأستطيع أن أقول إنه يمثل لي الدنيا والصداقة والجمال والحب الخالق العظيم.

نصيحتي لك قارئي العزيز استمتع بكل لحظة تجلس فيها أمام البحر، وتمعَّن التفكير في قدرة الخالق، فكيف يكون البحر هادئًا وفي لحظة واحدة ينقلب تمامًا وتراه غاضبًا؟

كيف يجعلك مستمتعًا به وفجأة يعرفك ويعرف مدنًا بِرُمَّتها، ستجد أن الإجابة تتلخص في شيء واحد فقط هو إرادة الله.

ونصيحتي لكل مبدعٍ لا يجد وحيًا ليقدم أجمل الأعمال، اجلس فقط على شاطئ البحر وستجد صوت الأمواج وسط الليل هو أفضل ملهم لك، راجع معي لائحة الفنانين المصريين ستجد كثيرًا منهم من مدن ساحلية سواء أكانوا ممثلين أم مطربين أم رسامين أم نحاتين، وليس الفنانين فقط ولكن الرياضيين أيضًا.

أفضل وقت أستمتع به بالبحر هو الليل، ماذا عنك؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة