خاطرة «الاختناق الحراري».. خواطر اجتماعية

لا بد أن نجد كل مرة من يقول لنا إن صيف هذا العام أشد حرارة من السابق، ولمَ لا؟ إن من يقول هذا الكلام لم يعهد حرارة كهذه من قبل. من منكم يتذكر تلك الأيام الماضية حين كان الجو الحار يبلغ أشده فقط في شهر واحد من أشهر الصيف؟ الآن بات كثيرون يشعرون بالتعرق لمجرد اقتراب هذا الموسم بسبب الاختناق الحراري.

اقرأ أيضًا: ما سبب التعرق في الليل أثناء النوم عند النساء؟

كان هذا الاختناق المعروف بالاحتباس الحراري فيما مضى موضوعًا رائجًا كغيره من الموضوعات المتعلقة بالبيئة والمناخ عامة، إذ يرجع سبب رواجه في الغالب إلى التطور الصناعي الذي نشهده مؤخرًا، وكانت ضريبته أضرارًا بيئية مختلفة، لكن على ما يبدو لم تكن هذه الموضوعات تخرج عن نطاق المدارس والمؤسسات المعنية فقط.

إن محاولات التوعية المستمرة بهذه الكارثة ما تلبث أن تصبح سرابًا، الجميع يسمع الكلام بأذن ويخرجه من الأذن الأخرى، ولا يزال كثيرون في أنحاء العالم متعلقين أشد التعلق بممتلكاتهم الملوثة للبيئة تلك، ويرفضون حتى تقليل استخدامها أو انبعاثاتها المؤذية على الرغم من علمهم بما تسببه من أضرار!

لا شيء يتغير، فالسيارات والمصانع في ازدياد. يقول البعض إنها صارت أقل ضررًا عما مضى بفضل اتباع أساليب حديثة صديقة للبيئة، وهذا قد يبدو جيدًا في خطوة مبدئية للحد من أضرار تلوث الهواء بعض الشيء، وفي الأمر أيضًا أمل بسيط للاستمرار وفقًا للقائمين على التوعية بخطر الاحتباس الحراري الناتج عن انبعاث الطاقة والتلوث البيئي.

لكن شبح الجشع ما زال يحوم في الأرجاء، إذ يوجد كثيرون ممن يفضلون توفير النقود على حساب الحفاظ على البيئة في الواقع. لقد صار الاحتباس اختناقًا في نهاية المطاف بفضل هؤلاء الطماعين الذين لا يبالون بشيء في العالم سوى تغذية محافظهم فحسب.

أتعلمون؟ لو كان بإمكان كوكبنا أن يتحدث، لقال: "ارحموني يا بشر!"، يكفي غضب الطبيعة بسبب إيذاء المرء المستمر لها باستغلال مواردها أسوأ استغلال. فقط تأملوا ما حدث من اختلال للتوازن من حولنا وستدركون حجم الكارثة إذا لم يتحرك أحد.

تكمن المشكلة مع الأسف في كون معظم هذه الأشياء قد ترسَّخت بشكل أو آخر في نظام حياتنا اليومي؛ نظرًا لأهميتها في كثير من الأعمال، فلا يمكن الاستغناء عنها تمامًا لما في الأمر من تعطيل للعمل وعجلة الإنتاج ككل، لذلك لا يسعنا سوى الكف عن استخدامها إلا للضرورة القصوى، مع مراعاة ترشيد الاستهلاك إن أمكن من أجل توفير الطاقة. ولا يجب أن ننسى الحرص على نشر التوعية بلا ملل؛ لعلنا ننقذ ما يمكن إنقاذه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة