أ . عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم مارس 28, 2023, 8:57 م

خاطرة "الأم أمة".. خواطر وجدانية

الأم خلقها الله نهرًا عظيمًا يتدفق بالحنان لتنهل منه الأكوان، الأم خلقها الله شمعة تحترق، ليبصر طريقهم الثقلان، يربطها بأبنائها حبل متين هو حبل القلب حبل الحب والجنان، حبل لا ينقطع ما دام في القلب نبض وحنان.

الأم نذيقها الآلام فتهدينا بدلاً منها الآمال، نركلها بعنف ونحن أجنة في بطون أمهاتنا فيمتلئ قلبها بالسرور، ونذيقها ألم الموت "عند الولادة " فتهب لنا الحياة، ونذيقها ألم السهر فنوقظها من أجل الرضاعة في ليالي الشتاء القارس، فتهب لنا الدفء والأمان.

الأم تشاركنا الحياة بما فيها ومن فيها فتعطي بسخاء وبلا مقابل، ترعانا يومًا بعد يوم، تترقب الأيام في سنوات الدراسة حتى نحصل على أعلى الشهادات، نبحث عن عمل فتسارع بالدعاء يملأها الأمل ويساورها القلق والرجاء؛ حتى يتحقق أملها الكبير، نتزوج فتسعد، ننجب فتطير فرحًا، نبتعد فتشتاق، نقترب فتضمنا في محراب قلبها.

سئلت أعرابية: أي أبنائك أحب إليك؟

فقالت صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يشفى، وغائبهم حتى يعود، هكذا الأم لأبنائها: طعام وسقاء، حنان ودواء، وشوق ودعاء، فهي تعطي بلا اكتفاء، الأم صوتها أمان ووجودها اطمئنان، وقد لا يُدرك أحدنا ذلك إلا بعد فوات الأوان.

الأم لا تعوض، يحكى أن طفلاً في الثامنة من عمره ماتت أمه، فتزوج أبوه من امرأة، فسأل ابنه مرة ما الفرق بين أمك القديمة وأمك الجديدة؟

فأجاب الطفل بكل براءة: أمي القديمة كانت تكذب علي، أما أمي الجديدة فهي صادقة!

فتعجب الأب من كلام ابنه، وسأله كيف ذلك؟!

فأجاب الصغير: كنت عندما ألعب وأُغضِبُ أمي القديمة، كانت تقول لي: إذا لم تنته من اللعب وتكف فورًا فلن أطعمك! وكنت لا أهتم لقولها؛ لأنها كانت تقول ذلك مرارًا، وعند عودتي كانت تضع لي كل ألوان الطعام وتظل ترقبني حتى أشبع..

أما أمي الجديدة عندما ألعب تقول لي كما كانت تقول أمي القديمة ولكنا كانت صادقة، وأنا الآن جائع منذ يومين!

أمي وإن ملأ المشيب عوارضي ** سأظل طفلاً عندها أتدلل

وتظـــــل أمــــي فـــوق كـــــل مهمـــــة ** حتــى شموخــــي عندها يتذلل

رب ارحم والداي كما ربياني صغيرا

وشكراً لكم وإلى لقاء.

استكشف المزيد حول الأم خواطر خاطرة وجدانية

بقلم أ . عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم

كبير معلمي اللغة العربية والعلوم الإسلامية .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

اسامه سراج خالد

مارس 29, 2023, 3:02 م

شكرا استاذ عبدالشافي ان نقلتنا الي محراب الحب الحقيقي ربنا يرحم امهاتنا وكل الأمهات

أضف ردا