تحتاج الأمومة إلى أشياء كثيرة من الأم؛ تحتاج إلى ضمير ووعي منها للوصول بأبنائها إلى بر الأمان، وإهداء المجتمع أبناء أسوياء نافعين لأنفسهم وللآخرين ولمجتمعاتهم.
فالأمومة تحتاج إلى رعاية صحية ونفسية من الأم، والاهتمام بكل شيء، ليس بمأكلهم ونظافتهم وواجباتهم المدرسية فقط، فلو شعرت أي أم سواء عاملة أو ربة منزل بالتقصير تجاه أبنائها فمن الجميل أن تبدأ في التغيير من نفسها من أجلهم، لكن لا تعيش في معزل عنهم، أو تستمر في أخطائها نتيجة تعدد أدوارها التي تؤديها خلال اليوم، كونها زوجة وأمًا وامرأة عاملة، إضافة إلى واجباتها الاجتماعية والتزاماتها الأخرى خارج المنزل، وينتهي اليوم محدثةً نفسها أنها لا تجد وقتًا للراحة، فالأمومة من أهم مسؤوليات كل أم في الحياة وأصعبها.
وتلجأ بعض الأمهات -بل أغلبهن لإنهاء الشعور بالذنب داخلها تجاه أبنائها- لأساليب خاطئة، كمقارنة أبنائها المستمرة بطريقة تربيتها، أو مقارنتهم بالآخرين من أقاربهم وأصدقائهم؛ ما يجعلها في صراع دائم لا ينتهي، وحالة من التوتر والقلق والغضب أحيانًا لسعيها لإنهاء واجباتهم المدرسية وتدريباتهم الرياضية، وأنهم يجب أن يكونوا الأفضل والأنجح.
حالة من الضغط النفسي على الأم والأبناء، وتنسى أن لكل طفل حرية وخصوصية يجب احترامها، ويجب أن يكون له وقت مخصص لسماعه والتحدث معه، وقت مثمر وبنَّاء وليس وقتًا يُقضى مع الطفل واجب عليها، تستمع له دون أن تقاطعه أو توبخه، ويجب أن يعبر عن كل مشاعره السلبية والإيجابية، وتشبع به كل احتياجات ابنها النفسية، وتحتضنه وتقبله وتصفه بكل الصفات الجميلة وتشجعه، لتحفيزه وزيادة ثقته في نفسه ونمو عقله وفكره بصورة سليمة متزنة.
فالأبناء يرون أنفسهم من خلالنا، لذا عليها بالهدوء والصبر ثم الصبر وتحمل كل ما يصدر منهم من أفعال أو كلمات؛ حتى تتمكن من توجيههم بصورة صحيحة بسرد بعض المواقف المشابهة لآخرين، أو سرد القصص التي تنتقد بعض التصرفات الخاطئة وتصحيحها، كالكذب أو الطمع.
ومهما كانت أعباء الحياة ومصاعبها وإخفاقاتها المستمرة يجب على كل أم أن تعلم أن الأبناء لا علاقة لهم بكل هذا، فيجب أن يروا ابتسامتها؛ فابتسامة الأم تسعد أبناءها، وتجعلهم يشعرون بالراحة النفسية والسعادة والحب، وتزيد ثقتهم بأنفسهم أكثر، وتعود ابتسامة الأم عليها أيضًا بالشعور بالرضا عن دورها، وأنه غير مفروض عليها، وعلى هذا تصل بأبنائها إلى بر الأمان.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.