د جعفر عايد المعايطة التميمي أبريل 16, 2023, 9:39 ص

خاطرة "الآخر".. خواطر وجدانية

الآخر في عُرف الأنا هو الشخص المقابل في حين أن الآخر هو الأنا نفسها، وذلك وحسب المثل العربي (كما تُدين تُدان) وفي هذا المقام نجد أن طرفي حوار هما (أنا + هو)، وتدين أنت أي تعامل الطرف الآخر، وقال المثل العامي عَامل كما تُحبُ أن تُعامَل، أيضا نجد أن طرفي الحوار هما الآخر + أنا.

فهذا يعني احترامي الآخر هو احترامي لنفسي وهذا ما قاله المثل العامي (كل واحد احترامه عند نفسه) أي احترام الآخر للآخر هو احترام الشخص لنفسه وهذا ما قاله المثل الهندي )Give Respect Take Respect .

وبهذا يكون الاعتراف بالآخر احترامًا ومعاملة قائم على قوله تعالى (وقولوا للناس حسناً)، وهذا على نمط المثل الانجليزي Treat the others as you like to be treated

الاحترام المتبادل هو أساس العيش السليم والتفكير الصحيح، وهذا يقودنا إلى أن كل المعاملات البشرية مبنية على أساس الاحترام والتقدير المتبادل ويكون الاحترام هو المادة الهلامية التي تلين مفاصل الحياة وتبعث في الحياة البشرية السعادة والرضا المتبادل بين شركاء الأرض، ولما قامت الحياة على عطور السرور ونثر هذه العطور في البيت في الشارع في المكتب في المدرسة وفي الجامعة عندها تستقيم العلاقات وتتحسن المحبة والقبول دون قيد أو شرط.

هذه هي الحياة التي تنبض بروح الفريق المتجانس المتناغم والذي ينظم دورة الحياة ليفوح نسيم الشعور الجماعي المتساقي من نبع الاخلاق الكريمة بتمام قوله عليه الصلاة والسلام "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

الحياة ضمة أخلاق متسقة الزمان والمكان والإنسان والتي يتظلل في ظلها الإنسان نفسه، وهنا نستذكر قيمة الإنسان وهي الحقيقة الرابضة في رسالة وجودية الإنسان من عبادة وتعامل وتفاؤل وتكافل وتواد وتراحم.

الزيتون يعطي زيتًا وفيه غذاء، والنحل يعطي شهدًا وفيه شفاء، والنخل فيه رطبا وفيه غذاء، والورد يعطي عطرًا وفيه رخاء، وما الحياة إلا بين غذاء وشفاء، وفي الشفاء والغذاء أمل ورجاء.

الأخلاق بين الأمم من سكان المعمورة كالنار تعطي الضوء والدفأ والطاقة ولا تكتمل الحياة إلا بها، ففيها الإنس قال تعالى على لسان سيدنا موسى "إني آنست ناراً"

كذلك هي دورة الأنا + الأنا المباشر = الآخر

أنا + الآخر = أنا.

بقلم د جعفر عايد المعايطة التميمي

استاذ جامعي ومحاضر متفرغ متقاعد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة