عندما تكون بلا وعي وتترك عواطفك تتأرجح يمينًا ويسارًا، وأنت تعيش في وهم دائم وسرحان مستمر وقلبك ينبض بعشوائية؛ معتقدًا أنك الوحيد الذي يتعامل مع الحياة بأسلوب صحيح ويرفض الحوار، هنا أقول هذا هو الغباء العاطفي بعينه؛ لأنك لا تعرف ماذا تريد، وتفكيرك محصور ومائل عن الصراط، فقد فقدت مقومات الوعي، وقادك الهوى حتى عميت بصيرتك، وهاجمتك رياح الهواجس العاصفة التي لا تهدأ، حتى جعلت القلق يسلبك منامك، وإرادتك عاجزة عن الثبات.
لأنك لا تُعطيها مساحة من التفكير المركز، وفقدت سيطرتك على ذاتك بعد أن فقدت هدوءك المُعتاد، لماذا لا تتحلَّى بالصبر؟ لماذا ترتكب في أبسط المواقف وأصبحت تفتقر إلى الوعي بذاتك بالبيئة من حولك؟
أعد قراءة نفسك بتأنٍ من جديد، واخرج من مرحلة المراهقة الذهنية؛ حتى لا تكون أفكارك هوجاء وكلماتك عرجاء، لا تخشَ من رد الفعل المقابل حتى إن كان مُخيبًا لآمالك.
ما دام لديك أهدافك حاول أن تصل إليها بصبر وتأنٍ، لا تسمح لنفسك أن تكون مجرد رد فعل فقط؛ لأنك بذلك ستخوض صراعات مستمرة.
عليك بضبط إيقاعك في كل المراحل، ولا تنجرف ولا تنسحب، لكن تعامل وفقًا لمقتضيات الموقف.
لا تكُن على السجية؛ حتى لا يُنظَر إليك على أنك شخص بدائي وتخرج تصرفات ساذجة، ويمكن أن تقع ضحية تنمر تجعلك في حالة مخيبة لك.
استمع جيدًا قبل أن ترد على الطرف الآخر، واجعل إجابتك شافية ومقننة، والجأ إلى المراوغة إذا كان الموقف يستدعي ذلك، ولا تُظهر أنك عالم أو جاهل، لكن تعامل وفقًا للحاجة فقط.
لا تأخذ قرارتك دون تفكير؛ كي لا تتعرَّض للحرج، حاول أن تُدرك أعماق محدثك، وما الذي يقصده من أقواله، ربما يريد أن ينتزع منك ردًّا سريعًا لمصلحته.
حاول أن تكون أنت الذي تتحكم في دفة الحوار من البداية أو النهاية بأسلوب راقٍ يُعبر عن مهارتك في الحوار، ربما مُحاورك يُريد أن يعرف بواسطة الحوار ما الطبقة الاجتماعية التي تنتسب إليها، وهل أنت كريم أم بخيل، أم أنت صانع إنشاء وليس أفعال، أم أنت تزيد في الكلام بثرثرة غير معتاد عليها، ويوجد مجموعة من الأخطاء سوف يكتشفها في أثناء تعدُّد الحوارات حتى إن كانت عفوية.
لأن هناك قول: "إن المرء مخبوء تحت لسانه"، كما قال سقراط: "تكلم حتى أراك"، إذن عندما تقترب المسافات بينك وبين محاورك كل ما كان مخفيًّا سوف تكشفه الأيام.
أقول إن تنمية التعاطف مع مشاعر الآخرين، حتى عندما تكون مشاعرهم واضحة، محتاجة إلى تدريب على المهارات الاجتماعية، فذلك يسهم في تعزيز علاقات قوية ويُحافظ عليها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.